طارق إدريس
فقْدُ الأحِبّة كَلْمُ نفسٍ عابرٌ | لكن رحيلك يستَجِدُّ حُضُورا |
من قال أن الدّمعَ يُعذِر قاعداً | أولست قد أبكيتنا لنثورا |
لهفي عليك مسافراً فوق القنا | والجسمَ ينْأى في الهجير حسيرا |
قم يا حسينُ فقد أتى وقتُ الوغى | وانفض غبار اللّحد والدّيْجورا |
قم علّمِ الأغرارَ حربَ الُمعتدي | بصَّرهم الإقدام والتّحريرا |
درَّب شبابَ الحق ِّ حتى يُصبحوا | أُسْد الشَّري حيثُ الغمام نسورا |
فعسى إذا انْبلجت رُجولة عزمهم | سَمَقت شكيمتُهم تنزعزعُ بورا |
مولاي َ لو تُلقي عليهِم نظرةً | كيفَ الجِهادُ بِهِم تألْقَ نورا |
سَتَرى رجالاً يا إمامُ سيوفهم | داوود يصنعُها تفلُّ صُخورا |
برَقتْ لوقعتِهم ودوّى عالياً | بين الهِضاب ِ صليلُها تكبيرا |
وأبت ْ مبياً في الغُمود بَطالةً | فيما يَمدُّ الكافرون جذورا |
في أرضِ طُهْرٍ قد عتَوْا وأنوفُهم | شَمخوا بها يتبجّحونَ غرورا |
فإذا دعى الدَّاعي ليومِ كريهةٍ | أبصارُهم زاَغَتْ هناكَ ثبورا |
سيُفاجِىء الأعداءَ حتْفُ جنودِهمِ | حيث اللِّقا، وسيعلمون نَكيرا |
ويقول واحِدُهُم يعّضُ بنانَهُ | من بعدِما بالأمْسِ عاش كَفورا |
"يا ليتني قد كنتُ قبلَ لقائِهِم | كتُرابِ قَفْرٍ لا أَعَدُّ خَفيرا" |
أمّا الذين استيْقنوا حقّاً غداً | وقتَ التَلاحُم ِ أجرُهم مَنْظورا |
من ربَّهم شربوا بُعيْد رُجوعِهم | خَمْرَ انتِصارهِم الجليلِ طهورا |
وجزاهُمُ المولى بِما صبَروا | على كَبدِ المعارِكِ جنَّةً وحريرا |
سيجيب إن سئل الفتى عن حالِهم | قيلاً خليقاً بالأُباةِ جديرا |
"إنِّي أراهُم سادةً في جنّةٍ | وأراكَ فيهِم يا حُسينُ أميرا" |