د. حسن نصار
أُصيب الإنسان بآلام أسفل الظهر منذ آلاف السنين، وقد ظهر ذلك في كتابات أبقراط. ولكن التعريف العلمي لهذه الحالة تم ذكره لأول مرة في العام 1934. ما هو الديسك؟ وما هي مسبباته وسبل التخفيف من مضاعفاته ووسائل علاجه؟ إجابات ومعلومات هامة نجدها في هذا المقال. الديسك هو ألم يبدأ في أسفل الظهر ثم يتطور في معظم الأحيان ليشمل كل الأطراف السفلى في فترة لاحقة.
* أسبابه
الديسك عبارة عن مادة جيلاتينية تفصل بين الفقرات وهي مستوعَبة ضمن ألياف تحفظ وجودها في مكانها. ولذلك عندما تتعرّض المادة اللزجة للنشفان تخسر نسبة كبيرة من الماء الموجود فيها، وبالتالي تصبح عاجزة عن امتصاص الضغط بين الفقرات وتؤدي إلى ألم في أسفل الظهر. وعندما يؤدي النشفان إلى ضعف في الألياف تتحرك هذه المادة الجيلاتينية من موضعها وتضغط على الدودة في العمود الفقري أو أحد الأعصاب لتسبب ألم أحد الطرفين السفليين أو الاثنين معاً. وتشير معظم الدراسات إلى أن 80% من الناس يتعرضون لآلام الظهر في مرحلة ما من حياتهم بمعدل عمري هو 35 سنة.
* عوارض مرض الديسك
يتعرّض المريض بـ "الديسك" إلى:
1ـ ألم حاد في أسفل الظهر مصحوب بصعوبة في الحركة مع تشنج عضلي.
2ـ ألم ممتد إلى الساق مع عوارض "كالتنميل".
3ـ صعوبة في الوقوف بشكل مستقيم، وعدم القدرة على المشي إما بسبب الألم أو ضعف محتمل.
4ـ صعوبة في التبول أحياناً.
* المضاعفات
1ـ يؤدّي ضغط الديسك على العصب الخامس إلى ضعف في عضلات مشط القدم عند تحريكه للأعلى في فترة ممتدة من 6 أسابيع إلى 6 أشهر.
2ـ Cauda Equine: هذه الحالة هي عبارة عن ضغط مفاجئ من قبل الديسك لأسفل الدودة حيث توجد أعصاب مجتمعة. وأمّا حدوث هذه الحالة فيترواح بنسبة 1,2% إلى 2% إذ تُجرى لها جراحة طارئة لرفع الضغط عن الدودة قبل مضي 24 ساعة من بدء الحالة وذلك للتقليل من المضاعفات التي أهمها: الشعور بحالة من الضعف تصيب الساقين معاً ويصل إلى حد الشلل، فقدان التحكم بالبول والخروج وفي حالة تكرار نوبات الألم مرة شهرياً على الأقل خلال سنة فإن ألم الظهر يتحول إلى ألم مزمن مؤدياً إلى مضاعفات نفسية تؤثر على عمل الإنسان وحياته الطبيعية واليومية.
الفحوصات اللّازمة
تستدعي حالة الإصابة بمرض الديسك إجراء صور عديدة منها:
1ـ صورة شعاعية عادية لأسفل الظهر: تظهر إمكانية وجود تضيق بين الفقرات أو انزلاق الفقرات.
2ـ صورة الرنين المغناطيسي وهي تُظهر إن كانت حالة المريض هي حالة ضغط الديسك على العصب أو حالة نشفان فقط.
*أساليب المعالجة
أ العلاج بالأدوية ومنها:
1ـ المسكنات.
2ـ الأدوية المخففة للتشنج NSIAD.
3ـ أدوية التهاب NSID.
4ـ إبرة steul بإشراف أطباء مختصين حول نقطة خروج العصب من الدودة.
ب العلاج الجراحي:
وتجدر الإشارة إلى أن الفكرة الشائعة حول ضرورة إجراء عمل جراحي لكل ديسك هي في غير محلها، لأنه وبحسب الدارسات فإن 19% فقط من مرضى الديسك يحتاجون إلى إجراء عملية جراحية و80% يتعافون بشكل تدريجي من أسبوع إلى 20 يوماً دون الحاجة لعملية. وفي حال إجراء العملية يمكن للمريض بعدها العودة إلى حياته الطبيعية والمشي والجلوس والعمل المكتبي خلال أسابيع.
جـ العلاج الطبيعي:
ويقصد به الراحة في السرير، فهناك إجماع طبي على أن الراحة لفترة تمتد بين يومين إلى أسبوع تساعد في تخفيف الألم مع التزام العلاج بالأدوية ممّا يُسرِّع في العودة إلى الحياة الطبيعية. أما النوم لفترة تزيد عن 10 أيام فيؤدي إلى ردة فعل سلبية لناحية الضعف في العضلات إضافة إلى التأثيرات النفسية.
د العلاج الفيزيائي:
هدفه تخفيف التشنج وعدم الحركة مع الليونة. ويستخدم لعلاج هذا الألم الموجات الحرارية والحركة الخفيفة، إضافة إلى تمرين تنشيط العضلات. كذلك يشمل هذا العلاج ارتداء المشد (Brace) والغاية منه أنه يشكّل دعامة لأسفل الظهر وذلك لتخفيف ألم الحركات وإبقاء أسفل الظهر دافئاً مما يخفف من حدّة التشنج.
هـ الشد:
حيث يتحمل الجسد وزناً بثقل 30 كلغ الهدف منه توسيع المسافة بين الفقرات لتخفيف الضغط وحدَّة الألم.
إرشادات العناية بالظهر
1ـ تجنّب الجلوس أو الوقوف لفترة طويلة، بل اعمل على التحرك كل نصف ساعة على الأقل من خلال المشي قليلاً وتغيير الوضعية.
2ـ تجنب الجلوس بشكل منحنٍ، بل اجلس بطريقة مستقيمة مع المحافظة على استقامة الظهر واستخدام وسادة صغيرة خلفه.
3ـ استخدام مسند للقدمين عند الجلوس على أن يكون المسند بارتفاع حوالي عشرة سنتيمترات لرفع القدمين وبذلك يكون الظهر في وضعية أفضل.
4ـ ثني الركبتين والحفاظ على الظهر مستقيماً عند التقاط الأشياء من الأرض.
5ـ تجنّب حمل أو رفع الأشياء الثقيلة، وفي حال رفع شيء من الأرض يجب أن يكون هذا الشيء قريباً من الجسم قدر الإمكان.
6ـ عند القيام من السرير يفضَّل ثني الركبتين والاستدارة للنوم على الجنب ثم القيام من هذا الوضع إلى الجلوس ثم إنزال الساقين للقيام.
7ـ استخدام كرسي صغير بارتفاع حوالي 30 سم عند الاضطرار للوقوف لفترات طويلة حيث يتم وضع إحدى القدمين على الكرسي ثم التبديل بالقدم الأخرى.
8ـ السباحة من الرياضات المفيدة والآمنة حيث تساعد قوة دفع الماء على التقليل من الضغط على أسفل الظهر.
9ـ استخدام وسادة تحت الذراع أثناء القراءة بهدف التقليل من الضغط على أسفل الظهر والرقبة.
10ـ النوم على فراش له دعامة قوية، فالفراش الرخو جداً يؤدي إلى ضغوط زائدة على أنسجة الظهر. أما الفراش الصحي فلا ينضغط بسهولة ويحافظ على الانحناءات الطبيعية للعمود الفقري.