مع الإمام الخامنئي | كلّنا مَدينون للنبيّ الأعظم* نور روح الله| هكذا كانت حياة الرسول* مع إمام زماننا | حين تزفّ السماء نبأ الظهور (2): في مكّة السيّد محسن شهيداً على طريق القدس مقاومتُنا بعينِ الله صُنعت حاجّ محسن! إلى اللقاء عند كلّ انتصار* أبو طالب: قائدٌ في الميدان والأخلاق المقاومة الإسلاميّة: ثقافتنا عين قوّتنا الشهيد على طريق القدس بلال عبد الله أيّوب تسابيح جراح | جراحاتي لا تثنيني عن العمل

الصحة والحياة: آلام الظهر والرقبة

الدكتورة سهير برجاوي (*)

 



تعتبر آلام الظهر والرقبة في أيامنا من أمراض العصر الشائعة والمنتشرة في كافة أنحاء العالم، والإصابة بها تشكل مشكلة كبيرة للفرد لأنها تشكل عائقاً أمام استكمال المهام اليومية والأعمال المعتادة. وسنحاول إلقاء الضوء على بعض العوارض والأسباب وسُبُل الوقاية من هذا المرض ضمن المختصر التالي..

* العوارض
أما أهم عوارض آلام الظهر، فهو الألم ويكون موضعياً أو قد ينتشر إلى أكثر من عضو وقد يكون مصاحباً لبعض العوارض العصبية، مثل وخز الأصابع أو التنميل، أو قد يكون دفاعياً. ومن الممكن أن يسبب إعاقة حركية وتشنجاً.
أما عوارض آلام الرقبة، فقد ينتشر الألم إلى الكتفين واليدين. وقد يؤدي إلى تشنج في الرقبة وألم عند التحريك.

* أسباب آلام الظهر
تقسم أسباب آلام الظهر إلى ثلاثة:
ـ خَلْقية، ومرضية، وحركية.

* الأسباب الخَلْقية
إن أهم الأسباب الخلقية هي التواء في العمود الفقري. ويظهر انخفاض في مستوى أحد الكتفين كما يأخذ الظهر شكل الحرف S.

* الأسباب المرضية
ـ ترقق العظام، والنقص في فيتامين (د).
ـ تكلس الفقرات بعد سن الثلاثين.
ـ الكسور.
ـ مشاكل الغضاريف.
ـ التهابات نسائية.
ـ العادة الشهرية.
ـ أمراض انتقالية وجرثومية.
ـ حالات نفسية.
ـ أوجاع القرحة.
ـ التهابات في البول.

* الأسباب الحركية
ـ رفع أثقال بطريقة خاطئة.
ـ انحناء مفاجئ.
ـ رفع أوزان ثقيلة على الظهر.
ـ قلة ممارسة الرياضة والوضعية الثابتة خلال النهار تفقد العضلات الليونة، مما يؤدي إلى تشنجها وبالتالي إلى الألم.
ـ العمل المكتبي الروتيني وكرسي المكتب.
ـ التشنجات العصبية والنفسية تؤدي إلى تشنج عضلات الرقبة والظهر.
ـ الأرق خلال الليل بسبب التفكير في مشاكل العمل والهموم المادية والدنيوية.
ـ الحقائب المدرسية الثقيلة.
ـ الإفراط في الجهد الجسدي.
ـ الوزن الزائد سواء بسبب السمنة أو الحمل عند المرأة.
ـ الوسادات والفرش المستعملة للنوم.
ـ الوضعية غير السليمة للظهر والرقبة خلال النهار، خصوصاً أثناء العمل المكتبي أو الدراسة.
ـ الجلوس بطريقة خاطئة.
ـ تعرّض عضلات الرقبة إلى هواء بارد، مما يسبب تشنجها.
ـ التدخين وخاصة لأنه يقلل من كمية الأوكسجين للعظام والعضلات مما يزيد في نسبة ترقق العظام.

* المعاينة الطبية:
يجب مراجعة الطبيب عند ظهور أحد هذه العوارض:
ـ في حال بقي الألم مستمراً لأكثر من ثلاثة أيام.
ـ تكرار الاحساس بالألم.
ـ الإعاقة، أو الحد من النشاط والعمل اليومي.
ـ إذا كان الألم ناتجاً عن تعرض لحادث ما.
ـ إذا كان مترافقاً مع عوارض مرضية أخرى (حرارة، تعرق ليلي، بردية، أمراض سرطانية).
ـ ظهور الألم في الليل.
ـ في حال تناول أدوية مضعفة للمناعة أو كورتيزون.
ـ إذا ظهر الألم بعد عمرالخمسين، وعند الأطفال.

* العلاج:
هنالك ثلاثة أنواع من العلاجات، ومن الممكن استخدام أكثر من علاج في الحالة الواحدة.
1ـ العلاج الفيزيائي: لإعادة تأهيل عضلات البطن والظهر بالاستفادة من تمارين خاصة.
2ـ العلاج الدوائي: عن طريق تناول الأدوية واستعمال المراهم.
3ـ العلاج الجراحي: عن طريق إجراء جراحة في المنطقة المصابة ويقوم بها الطبيب المختص.

* الوقاية:
هي لمنع حدوث آلام الظهر والرقبة أو تكرارها بعد العلاج، وتكون باتباع العادات السليمة والرياضة الصحيحة، مثل الجلوس بطريقة صحيحة، حيث يجب أن تكون الأذن والكتف والورك على نفس المستوى، النوم بطريقة صحيحة، رفع الأوزان بطريقة صحيحة وإراحــــة الــقــدمــيــن، حيث يجب انتعال حذاء مريح بحشوات داخلية جيدة تعمل كوسادة للسلسلة الفقرية وتمتص الصدمات عند المشي أو ممارسة التمارين الرياضية. كما يجب على السيدات انتعال أحذية بكعب لا يرتفع كثيراً لأنها تفقد السلسلة الفقرية استواءها.

* الرياضة:
تعتبر الرياضة من أهم طرق الوقاية لإمداد العضلات بالليونة اللازمة لتجنب معظم أسباب آلام الظهر، فهي:

ـ تحسّن من حالة العضلات وليونتها كما أنها تقوي العظام .
ـ تساعد على إفراز المسكنات الطبيعية في الجسم التي تساهم في تسكين آلام الظهر وخاصة في الليل.
ـ هي ذات أهمية قصوى لجميع الفئات العمرية لأنها تحسّن الدورة الدموية وتغذية الخلايا بالشكـل الصحيح، وتحفظ قوة العضلات وتحسن القدرة على التوازن، كما تؤمّن استمرار ليونة كافة الأنسجة. وأهم إيجابية أنها تحسّن الكتلة العظمية وتزيد من صلابة العظام.

* العادات السليمة:
ـ المشي لمسافة 3 كلم يومياً (حوالي نصف ساعة).
ـ ركوب الدراجة لمسافة 5 كلم.
ـ الدراجة الثابتة في البيت.
ـ التقليل من ركوب السيارة.
ـ تعويد الطالب على حمل الحقيبة المدرسية بشكل سليم.
ـ التخفيف من الكتب داخل الحقيبة.
ـ تجنب الجلوس لفترة طويلة. وعند الاضطرار، يجب القيام بتمارين للرقبة والظهر.
ـ الجري الخفيف إذا سمحت حالة الشخص.
وفي الختام يبقى القول المأثور: "درهم وقاية خير من قنطار علاج"، فيجب تعويد أبنائنا منذ الصغر على العادات السليمة، لتصبح جزءاً من حياتهم اليومية.

(*)طبيبة صحة عامة

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع