لَبَّيْكِ دِمانا، يا "زَيْنَبْ"
يا ذِكْراً مِنْ شَهْدٍ أَطْيَبْ
مَنْ يَرْفَعْ رايَتَكِ العُظْمَى
فَهْوَ المَنْصُورُ، وَلَنْ يُغْلَبْ
يا بِنْتَ "عَلِيٍّ" وَ"الزَّهْرا"
يا نِعْمَ الأُمُّ، وَنِعْمَ الأَبْ
بِخِطابِكِ إِنَّكِ مُبْدِعَةٌ
فَكَأَنَّكِ "حَيْدَرُ" إِذْ يَخْطُبْ
عَجَبٌ ما جاءَكِ مِنْ رُزْءٍ
أَمْ صَبْرُكِ، سَيِّدَتي، أَعْجَبْ؟!
ما أَقْوَى قَلْبَكِ في البَلْوَى
لَمْ يَرْهَبْ أَسْواطاً تَلْهَبْ!
يا "زَيْنَبُ"، أَنْتِ مَنارَتُنا
بِإِبائِكِ كَمْ مَثَلٍ يُضْرَبْ!
بِالعِزَّةِ إِنَّكِ قُدْوَتُنا
وَإِلَيْكِ كَرامَتُنا تُنْسَبْ
نَهْواكِ الدَّهْرَ، وَلَيْسَ سِوَى
رِضْوانِ اللهِ لَنا مَطْلَبْ
لِوَلائِكِ مَحْيانا عَذْبٌ
وَبَقيتِ مَعيناً لا يَنْضُبْ
ما دامَ لَدَيْنا فُرْسانٌ
تَاللهِ، فَشَمْسُكِ لَنْ تَغْرُبْ
أَيَّامُ الطَّفِّ لَقَدْ وَلَّتْ
وَلأَجْلِكِ مَوْتَتُنا أَعْذَبْ
أَحْلامُ الأَعْداءِ انْطَفَأَتْ
وَمَقامُكِ يَسْــطَعُ كَالـــكَوْكَبْ
لا سَبْيَ يُصيبُكَ ثانِيَةً
لا جَــلْدَ، وَلا شَيْءٌ يُسْــلَبْ
قَرِّي عَيْناً، قَرِّي عَيْناً
كُــلٌّ "عَبَّاسُكِ"، يــــا "زَيْنَبْ"
الشاعر عبّاس فتوني