مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

أكبر معمرة في لبنان وربما في العالم

أجرى المقابلة: حسن ركين




الاسم الثلاثي: حميدة محمد مسلماني.
اسم الأم: علوية سرحان مسلماني.
اسم الزوج: علي مسلماني.
تاريخ ومحل الولادة: 1877م الشعيتية.
رقم السجل: 52.

جميع أهل البلدة يعرفونها، فبمجرد ذكر اسم الحاجة حميدة يشيرون بأيديهم نحو بيتها ويقولون (الحاجة الكبيرة). هي من مواليد بلدة الشعيتية عام 1877م. قصدناها إلى بلدتها الواقعة جنوبي مدينة صور لنتعرف عليها. وصلنا إلى بيتها فعرفنا من حفيد لها أنها ذهبت إلى بلدة المنصوري لزيارة أحفاد لها (أبناء ابنتها الصغيرة مي) ولهم في قلبها محبة خاصة (أعز من الولد ولد الولد) كما قالت. استقبلتنا هي وأحفادها على باب المنزل ورحبت بنا، وبدأت تسألنا عن أحوالنا والصحة والأولاد، ولم تترك شيئاً إلا وسألتنا عنه، وعندما عرّفناها بأننا من مجلة بقية اللَّه، ونريد أن نسألها بعض الأسئلة المتعلقة بتغذيتها وطعامها وطريقة عيشها، خاصة وأنها ناهزت 128 سنة من عمرها وما زالت بصحة جيدة، قالت أنها مستعدة للإجابة عن أي سؤال ولكن بعد تناول الضيافة، حيث شربت معنا القهوة وبدأنا معها هذه الدردشة:

* كم لديك من الأولاد؟
عندي سبعة أولاد توفي منهم ثلاثة وبقي أربعة.

* ماذا تذكرين من أيام الصبا؟
من الطبيعي أن أتذكر كل شي‏ء، أنا تربيت في بيت الوالد المرحوم محمد حسين مسلماني، وكان يعمل في الفلاحة والبساتين، وكانت الأيام صعبة على أهلي وكانت المعيشة متعبة، كنا نساعد أبي في الفلاحة وجمع الحطب والعمل بالبستان، وكنا نقضي معظم أيام السنة في الحقل ما بين الزرع والحصاد والموسم الصيفي.

* كيف كانت حياتك مع زوجك المرحوم؟
أبو حسين رحمه اللَّه كان يتعب كثيراً، كان يعمل ليلاً ونهاراً، بعدما تزوجت كنت أساعده في الفلاحة والبستان، وكان هو يعمل في النجارة العربية (عصي معاول، عصي مطارق ومدقات لحمة) وكان المرحوم لا يعرف الراحة أبداً. العائلة كانت كبيرة والمصروف كان كبيراً والنتاج كان قليلاً.

* هل تشتكين من أمراض معينة؟
(أنا طول عمري ما زرت مستشفى ولا حكيم) قالتها بثقة واطمئنان، وتنهدت ثم قالت: لكن مسألة النظر أثّرت عليّ، أنا لا يوجد عندي أي مرض ولا أي مشكلة سوى ضعف في النظر، والحمد للَّه على كل حال.

* ما هي الأمراض التي كانت معروفة في ذاك الزمان؟
لم يكن يوجد وقتها هذا العدد الكبير من أمراض اليوم، كان يوجد بعض الأمراض مثل الهواء الأصفر، والجرب، والحمى، والدشيشة، ولكن لا أتذكر أنه كانت توجد أمراض قلب وجلطة وموت فجأة... من زمان كانت الأمراض قليلة جداً. بعكس اليوم، كل ساعة نسمع بمرض غريب عجيب. وتعلل الحاجة حميدة ذلك بأن هذا الأمر يرجع إلى الأكل اليوم فكل شي‏ء صار كيماوياً فالبطيخ بدون طعم، والشمام مثل الماء، واللحمة تغير طعمها وريحها.

* ما هي المأكولات التي كنت تعتمدينها في الطعام والغذاء؟
منذ أن وعيت على هذه الدنيا كان أهلي يكثرون من طبخ الحبوب والخضار، فكنا نموّن كميات كبيرة من البرغل، العدس، الفول، الحمص، الذرة، الزعتر والقمح، فكنا نداوم على أكل هذه الحبوب، وكان اللحم قليلاً جداً، وبسبب الفقر كانت تمر أحياناً علينا عدة أشهر بدون أن نأكل اللحم. بالإضافة إلى هذه الحبوب كنا نأكل من الخضار: القرع، الكوسة، الباذنجان، الهندباء، الخيار، المقتى، البندورة، الخس، القرنبيط، الملفوف، اللوبيا، الحميضة، العلت، الفجل، الرشاد، البقدونس، الكزبرة، البامية و... ومن الفواكه: البرتقال، الحامض، الأكي دنيا، البطيخ، الشمام، القرّيص، المشمش، السفرجل، التين، العنب. وكان عندنا الكثير من دبس الخروب والعسل وكنا نشرب الزوفى حيث لم نعرف الشاي حتى الأربعينات حيث جاء المهجرون الفلسطينيون وجلبوه معهم ومنهم تعرفنا عليه. في السابق كنا نحلّي الشاي بالعسل، عكس هذه الأيام. وتؤكد الحاجة حميدة أن طعم العسل تغير كثيراً ولا يشبه العسل في تلك الأيام. وتقول: كان البيض البلدي سيد الطعام عندنا، وكان في البلدة أكثر من ألف طير دجاج، ولكن مرّ فترة كان الفرنساويون يسرقون الدجاج من القرى. وعن الخبز تقول: كان يوجد عندنا خبز طحين شعير، خبز طحين قمح، وخبز مخلوط طحين الذرة مع طحين الشعير أو القمح. وكان الخبز طيباً ولذيذاً. وعن الألبان والأجبان تقول: كان يوجد في كل بيت بقرة حلوب أو أكثر، وكنا نصنع الجبنة في البيت بالحليب البلدي، وكذلك السمنة والزبدة البلدية كنا نصنعها بالبيت. وتضيف: في السابق كان لا يوجد ثلاجات فكنا نضع الطعام في (النملية) وهي تشبه الخزانة اليوم ولكن في جوانبها منخل معدني، أو في (الكبكة) وهي قطعة خشبية مستطيلة تعلق في سقف الغرفة بحبل فيوضع عليها الطعام. وفي ختام اللقاء طلبنا من الحاجة أم حسين أن تصف لنا مائدة الطعام في السابق فقالت:

الترويقة: حليب بلدي أو لبن أو بيض بلدي أو عسل أو دبس خروب مع خبز الشعير أو القمح أو الذرة.
الغداء: حبوب: عدس، سميد، حمص، فول، فاصوليا...
العشاء: مثل الغداء (التين اليابس في الشتاء).
أما الكلمة الأخيرة للحاجة حميدة فهي الدعاء للمقاومة بالنصر على أعدائها، والتأكيد أن أكبر أمنية لديها هي لقاء قائد المقاومة سماحة السيد حسن نصر اللَّه.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع