إيفا علوية ناصر الدين
على كل واحد منكم على كل واحد منكم أن يشعر بأنه محور الكون... هذا مضمون قاعدة تُنقل عن سماحة الإمام الخامنئي حفظه اللَّه موحياً بتطبيقها ومشدِّداً على أهمية ابتاعها، وقد نكون سمعناها لكنها مرّت على آذاننا مرور الكرام من دون الوقوف عند أهمية المغزى الذي تشتمل عليه أو التفكير جدّياً في مدى انعكاسها على مرآة واقعنا.
هي قاعدة إذا وضعناها موضع تأملنا، وتمعنّا في مدلولاتها، وتعمّقنا في معانيها، وتوسعنا في إدراك أبعادها لوجدنا أنها تمثِّل منهجاً متكاملاً لإدارة جميع المسائل في حياتنا، ومفتاحاً لحل الكثير من المشاكل التي نواجهها في جميع الجوانب المهنية والاجتماعية والأسرية والشخصية وغيرها. وهذه القاعدة على أرض الواقع تعني أنك رجلاً كنت أو امرأة، وفي أي موقع كنت، ومهما كانت مسؤولياتك، وأيّاً كانت أدوارك على مسرح الحياة فإنه عليك أن تمتلك دائماً الشعور بأنك محور الكون... أي أنه على أدائك يتوقف كثير من الأمور التي ترتبط بك من قريب أو بعيد، وأن نجاح هذه الأمور أو فشلها مرتهن بمدى فاعليتك ومؤثريتك. وهي تعني أنه يتوجب عليك السعي والحرص على تأدية مهماتك مهما صغرت أو كبرت على أكمل وجه، وأن توليها من الاهتمام والعناية ما يناسبها. وهي أيضاً تعني أنك إن كنت في حياتك المهنية مديراً أو موظفاً عادياً أو حتى مجرد عاملٍ بسيطٍ، أو في حياتك العائلية أباً أو زوجاً أو ابناً أو أخاً...، أو في حياتك الاجتماعية صديقاً أو جاراً أو مرشداً...، أو... فإنه عليك أن تدرك أهميتك في المكان والموقع الذي تتواجد فيه وفي المسؤولية التي تتحملها، وأن لا تألو جهداً لبذل كل إمكانياتك وطاقاتك لتأدية حق وجودك، وأن تبرهن لنفسك وللآخرين عن قدرتك على أداء جميع الواجبات المترتبة عليك. وعليه فليسأل كل منا نفسه في هذه اللحظة وهل يشعر بأنه محور الكون؟