مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

بأقلامكم‏

مولد النبي

فجر أطل على دجى الأكوان‏
فأزاح عنها ظلمة الطغيانِ‏
وأضاء قلب الفجر نور محمد
كالبدر أشرق في دجى نيسان‏
ورسالة نبوية قدسية
والوحي نصَّ شريعة القرآنِ‏

وامتد منه على البرية كلها
نور الحقيقة ساطع البرهانِ‏
وأنار درب الغافلين عن الهدى‏
والنور أيقظ مقلة العميانِ‏
واللَّه أيده بسيف المرتضى‏
زوج البتول وسيد الشجعانِ‏

فقض على جيش الضلال وأنهكت‏
ضرباته الفرسان بالميدانِ‏
ومن لم يصلِّ على المصطفى‏
فصلاته مهدومة الأركانِ‏
 

نغم مهدي الضيقة
***

جِنين الصمود والإباء


جنينُ لكِ في مسمع المجد أَصداءُ ونور مُشعٌ بالدّماءِ مُضاءُ
حروفٌ بإكليل من الغار تزهو بأولها جيمٌ وفي الوسْطِ ياءُ
ونونٌ مثناة بها الرّبُ قاسمٌ‏ بألاّ يصيبك مدى الدّهرِ داءُ
وكيف تصيبك المنايا بأسهمٍ‏ وأنت فعلتِ ما إلهي يشاءُ
صمودٌ وعزمٌ صارمٌ شاهد لكِ‏ يجلُّ عن الأوصاف فيه إِباءُ
وصبر يفوق كلَّ صبرٍ مُسَطّرٍ وربي شهيدٌ أنّكم أوفياءُ

ليوثٌ ضواري هم بنوك على المدى‏ وعلمٌ وفكرٌ بيِّنٌ وذكاءُ
وبرق ورعدٌ قاصفٌ فيه أنواءٌ وبيضٌ صوارمٌ وفيها الجلاءُ
نفوسٌ سخِيَّةٌ سَمَتْ شعارها حياتي رصاصتي، وموتي بقاءُ
لبستم رداء الموتِ والموت باسطٌ جناحيه حائمٌ وفيه حيساءُ
ويدنو بسهمه على مضدٍ كيلا يُصَابَ الأُباةُ أو بجرحٍ يُساءوا
مضيتم إلى الجنان والوجه شارقٌ‏ يشع كمرآةٍ وفيها صفاءُ

أذقتم عدوَّ الخير كأساً مريرةً معدّ أشرابها وعينُها الدّواءُ
فتيهي بمجدٍ قد علا كلَّ مجدٍ أيا مَنْ بذكرها يطيبُ الثناءُ
رماكم بنو صهيون حقداً مدمّراً وحكام أمصاري لهم شركاءُ
أولئك أعداءُ الحياةِ مسبَّقاً وذوك بحدِّ سيفهم أوْصياءُ
وحبٌّ لهلك الحرثِ والنَّسل شاهدٌ عليها بساتيني وشعبي سواءُ
فذي دير ياسين وصلحا سوابقُ‏ وأمّا جنين فما عفتها ذكاءُ
وقانا وصبرا والجميع توابعُ‏ وفي كلِّ ركنٍ قد مضى شهداءُ

شبابٌ وأطفالٌ نساء حوامل‏ شيوخ وأشلاء تلاها دهاءُ
فجفني غدا مؤرّقاً من مناظر وقلبي سعيرٌ ضارمٌ وبلاءُ
أيا عصبة الكفار مهلاً بأبطحي‏ وربي ليبلونكم يا هُراءُ
بحربٍ تشيبُ طفلكم في مهاده‏ وجندٍ كلمح البرق للموت جاءوا
لهم راية شمّاءُ يحملها فتى‏ تجلّله أنوار حقٍ تضاءُ
ومن خلفه زحفٌ مُعَدٌ ليومه‏ لهم هلّلت أرضي وقبلها السماءُ
ألا فاشهدي يا أمُّ أن حماتك‏ كروبٌ على العدى وكلٌّ دواءُ
ويوم اللقاء بات يمضي لوعده‏ فطوبى لمن به سيزهو اللقاءُ

لهم في البرايا مكرماتٌ مضيئةٌ بها فوق أوصاف البرايا يُضاءُ
على اسم العلي سار ركبُ الأباة في‏ صعودٍ وآذان تلاه النداءُ
ألا إمضِ فرايات الهدى سوف تخفق‏ وأنت مداها والسّما والفضاء
 

ناصر منصور

****
زهور بين الركام‏/ مهداة لأبطال جنين‏


وقام من بين الركام... طفلاً حرمته الهمجية الإسرائيلية من أعز الناس في الوجود... من الأم والأب... بكى... غرس يديه بين الأحجار ليقول وطني هنا... حمل بعض الرمال من الركام ورماها نحو السماء ليقول: خذي... هذا ما تبقى من أرضي... فمتى يأتي فجر الحرية؟ كان يفتش عن أحد يضمِّد جرحه... عن شخص يمسح على رأسه مسحة الرؤوف على شعر اليتيم... ولكنه لم يجد... كانت عيناه مرآة بساتين وحقول وأنهار... كانت أزهار ربيع... وحمامة سلام... كانت شمساً تشرق نوراً وبدراً ينير ليل النيام... بدأ يسير... يتجوَّل بين الناس... فإذا به يسمع صوتاً من بعيد... صوتاً فيه حنان أم... وحشرجة... صوتاً يقول: ولدي... عد يا ولدي... أنا هنا... حمداً للَّه أني وجدتك... توجَّه ببصره نحو الصوت... وانشرح صدره له... بدأ يركض... يركض نحو الصوت المبارك... ولكن... تناثرت أحلامه التي ملأت صدره وقلبه... لم تكن أمه... كانت أما لطفل لم يعد... ظل جالساً يتطلع نحو السماء... يسمع لغتها... ويرى في آفاقها مشاهد عز... كان أول من ابتسم في ذلك المكان... لأنه فهم معنى القيام... وتلقى من الأكوان السلام... بدأ يسير... ترك خلفه الدمار... ترك البيوت المهدمة وصراخ الناس... وأخذ شيئاً واحداً... حجراً صغيراً من منزله المهدم... فالحجر سيكون بداية الطريق... تحولت عيناه إلى براكين... إلى أعماق عميقة في جوف الأرض الغضبانة... تحولت عيناه إلى مرآة الوجع والقهر... فمضى ليعيد بسمة الأرض بعد وجعها... وهكذا كان... غرس قدميه في الأرض... رفع هامته نحو السماء... وعلا ليعانق المجد والعز بروح ولدت بين الركام... هو لن يغيب... رتّل الليل صدى اسمه... غنى الفجر لحن ثورته... همس النهار عزَّ مجده... بقي أبدياً تلامس روحه فجر الانتصار... وتعانق أنامله أزهار الأرض وبراكينها... قد مضى للشهادة... (والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون)...
 

فاطمة المبدر - السويد
***

غريبٌ والرحيلُ غريبُ‏/ مهداة إلى روح الشهيد علي حمود (غريب) وزوجته التي قضت معه‏


متى قررت الرحيل ولم تخبر... بالأمس كنت معنا فلا الكلمات أفصحت ولا العيون أوضحت عن هذا الرحيل، أهو لومٌ علينا... أم هو لعدم إيلامنا، ألهذه الدرجة صعبٌ عليك إخبارنا، ونحن صلة سلاح ومزج مقاومة. عن أي السجايا أتحدث ومن أي المواقع أبدأ: من جبل صافي وعقماتا أم من بيت ياحون وحداثا، أم عن السجود والدعاء، أم عن الصلاة في جوف الليل، أم حين ترقرقت العيون خاشعة، لتهطل على الجسد كما غُسل الطهارة. أي البلايا تحملت، ونحن لا نعلم سوى الظاهر، وبسمةُ الثغر على شفتيك، تحجُبُ ما القلبُ حامل، لكن ريب المنون حال بيننا، دون معرفة الباطن، فغفت العيون في عتمة الليل، بين غروبٍ وشروق هتف الليلُ صارخاً حان الرحيل، ووفاءُ ملاكك الطاهر، أبى الرحيل إلا سوياً. فآه... آه للوعة السفر، كم تبُقي الأحداق منتظرة، وتبقى بلسم الجراح، نورُ العيونِ (زينبُ). علي... علي... لم رحلتَ باكراً؟ فكان الجواب... رحلتُ إلى الذي كنتُ أهواه، وكان حبُهُ يجري في دمي، أميرِ المؤمنين علي. أخوك الحاج طارق‏
 

زينب ابنة الشهيد علي‏
***

"سراج ربيع"/ مهداة إلى روح الشهيد المجاهد ربيع وهبي "سراج" الذي استشهد في 1996-9-19.


يا ربيع الشهادة، ويا ربيع العمر... أيّها الوجه المشرق نوراً، أخبرني عن سر ربيع، عن نور سراج... أخبرني عن واحد من أنوار الشهداء، حدثني عن أنين الليل، ودموع العين... عن الجراح... عن الشوق والحنين. أخبرني هل تحققت الأمنية، التي سموت لأجلها... ألا وهي تَمَزُّقُ جسدك في سبيل اللَّه. نعم... تمنيت الشهادة وعشقتها، ثابرت على أمنيتك حتى حققتها، وصلت إلى الغاية التي ضحيت لأجلها، فنلت الشهادة... كنت تبكي عندما تسمع نبأ استشهاد أخٍ سبقك، وكنت تكرر دائماً في كل مرة: "لماذا هو ولست أنا"، ودموعك تغسل وجهك. ولكن الآن مضيت... التحقت بقافلة الشهداء، صرت كوكباً من كواكب النصر، واحداً من قافلة العشق. أخبرني هل التقيت بالأحبة، أيمن وعلي وكرار وعبد الرسول... وشربت ماء الكوثر من يد الكرار. غادرت الحياة الدنيا، ولكن روحك ما زالت تحلق، عند كل إشراقة شمس وضوء قمر. دماك ما زالت وروداً على تراب الجنوب، نستمد منها الصبر ونستدل بها على الطريق. طريق الشوق والشهادة، باقٍ... يا ربيع العيون، في كل قلب وروح. فأنت ربيع الحياة وقمرها، وضوؤها وشمسها ونورها. أنت السراج في العتمة الظلماء، يا رمز الحب والوفاء. مضيت يا ربيع نحو الهناء، مضيت وعرفت معنى السعادة فهنيئاً لك الشهادة>

لمى سليمان‏

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع