حسن زعرور
هل يمكن للتاريخ يوماً أن يبرِّئ "هتلر" من كذبة إحراقه لليهود؟ من الصعب تصوّر ذلك في الزمن المنظور بسبب السيطرة اليهودية على الإعلام العالمي، صحيح أن الرجل كان يكره اليهود ويحمّلهم قسماً من مسؤولية خسارة بلاده للحرب الأولى، إلا أنه ولدى توليه السلطة صبَّ جام غضبه على الحزبين الشيوعي والاشتراكي(1) ولم يتعرض للوجود اليهودي إلا بشكل عابر وعرضي.
* اضطهاد هتلر لليهود خدم أهداف الصهيونية
لقد دُفِع هتلر دفعاً في وقت لاحق إلى محاربة اليهود بسبب الحملات الإعلامية التي تعرض لها والمقاطعة الاقتصادية التي فرضت على بلاده من قبل الولايات المتحدة الأميركية والصهيونية الدولية(2) التي كانت تسعى لتهجير اليهود الألمان نحو فلسطين، وكان معظم قياديي هتلر العسكريين والسياسيين عملاء لليهود أو متعاملين معهم من قمة القيادة حتى مستوى الهرم التحتي، كان "ايخمان" والجنرال "بيخر" المسؤولين عن قضية اليهود، عميلين بكل معنى الكلمة ولذلك حوكم "إيخمان" وهو وراء عازل زجاجي لا ينفذ منه الصوت، خصوصاً وأنه كان يتقن الحديث "باليويشية" كأعرق يهودي. "كان بحوزة "إيخمان" معلومات سرية عن التنسيق اليهودي الألماني، وكان كشفها يضر بإسرائيل والمحرقة لذلك وجب إسكاته"(3). كانت التقارير المرفوعة لهتلر مشوَّهة أغلب الأحيان، وقراراته بشأن المسألة اليهودية مبنية على تلك التقارير التي في جوهرها تخدم المصالح اليهودية، وعلى الرغم من وعد "بلفور" لم يصل عدد اليهود في فلسطين حتى مطلع الحرب إلا إلى 217 ألف يهودي إضافة إلى 32 ألف جندي من العاملين مع القوات البريطانية"(4)، وعليه فإن المنظمات الصهيونية وجدت نفسها في مأزق ما كان لينقذها منه إلا دفع هتلر لاضطهاد اليهود، وبالتالي التفافهم حولها "إن معاداة السامية يخدم أهدافنا"(5) ولقد أبان "بن غوريون" ذلك بقوله "لو امتلكت السلطة لاخترت بضعة شبان وأرسلتهم إلى اليهود الآمنين في الغرب وأمرتهم بإنهاض روح العداء للسامية هناك وسوف ترون كيف تتضاعف هجرة اليهود إلى فلسطين"(6).
* قياديو هتلر عملاء اليهود
لقد أظهرت الوثائق لاحقاً بعد فوات الأوان أن إيخمان كان يخضع لتوجيهات أحد المدراء العاملين في مكتبه وهو "ليفي أشكول" لمدة زادت عن ثلاث سنوات، لقد أصبح "أشكول" لاحقاً رئيساً للوزراء في إسرائيل وعليه يمكن معرفة دوره في توجيه إيخمان لخدمة أهدافه كما أن بن غوريون أب الدولة العدوة كان ينسق مع ايخمان و"بيخر" في عملية انتقاء اليهود النخبة وترحيلهم سراً إلى فلسطين، وكان منسق الاتصالات هذه "رودولف كاستنر" مساعد بن غوريون الرئيسي، وكان "نيغإل بولكس" "مسؤول جهاز الأمن اليهودي ينسق مع الجنرال "فون ميلدشتاين" رئيس القسم اليهودي في المخابرات النازية(7). كما أن "شاي" أقوى المنظمات اليهودية وقتها كانت تنسق مع المخابرات النازية عن طريق قادتها "حايين أورلوسوروف" عضو الوكالة اليهودية البارز، وكان "فايفل بوليكس" رجل "شاي" القوي صلة الوصل بين المنظمة وجهاز السس النازي عن طريق "ليوبولد فون ميلدن شتاين" ولما أقيل شتاين من منصبه وعين هتلر مكانه بات بوليكس على اتصال مباشر مع هتلر وكان إيخان مجرد مساعد لهتلر، وبايعاز من الأخير أقام فايفل وايخمان منظمة ألمانية يهودية كان مقرها باريس عرفت باسم "موساد الياه بيث" كانت تنسق مع قائد جهاز المخابرات النازية "رينهارد هايدريش" الذي أشرف مع هتلر عل الخطط السرية التي كان يتم عبرها نقل اليهود إلى فلسطين، وكان هدف القيادة اليهودية "نقل اليهود الأقوياء إلى فلسطين والتخلي عن اليهود الضعفاء الذين قد يشكلون عبئاً على الدولة الموعودة"(8). أما "ابراهام شيشرن" و"إسحاق شامير" (رئيس وزراء إسرئيلي لاحقاً) وهما من المتطرفين اليهود فقد أقاما تنسيقاً كاملاً مع القيادة الألمانية(9) عن طريق اليهودي "نفتالي لوبنشيك" والذي جند وزير خارجية هتلر "فون رينبثروب" لصالح منظمته. كما أن "رودولف كاستبر" كبير موظفي الوكالة اليهودية أقام صلات عليا مع القيادة النازية سمحت له بإخراج معظم الأثرياء اليهود الألمان إلى فلسطين(10).
من جهة ثانية كان "الن ويلش دالاس" الذي أصبح مديراً للمخابرات الأميركية بعد الحرب يتخذ من شركة "سوليفان وكرومويل" غطاء لعمله وهي الشركة التي كانت تدير المصالح المالية النازية في العالم(11) وأقرّ دالاس أنه جنّد الأمير "ماكسيميليان هو هيلوهه" الأعلى مرتبة في الجهاز الألماني للتجسس "أبغر" وكان الاسم السرّي للأمير "هربولز" ويعترف دالاس بأن هتلر لم يكن على علم بما يجري وأنه أي دالاس المطلّع على الحقيقة قد "ملّ الاستماع للسياسيين الباليين واليهود المتحيزين وأنه يكن كل الاحترام لهتلر"(12). كان بين العملاء أيضاً "هانزجيزيفوس" عضو مكتب هتلر الخاص "أبويهر" "وجورج وود" كبير موظفي وزارة الخارجية "ورانهيلد حبيلهن" رئيس قسم استخبارات الجيش(13).
* المحرقة فبركة إعلامية يهودية
إن مستوى العمالة المرتفع هذا يظهر أن الهولوكوست "..." (المحرقة) لم تكن إلا فبركة إعلامية يهودية، لم يكن هتلر على علم بها، كما أن إيخمان وسواه كانوا ألعوبةً لتنفيذ المخطط اليهودي ونستطيع بكل بساطة معرفة الحقيقة من خلال العودة إلى إحصائيات السكان التي كانت تجريها الدول رسمياً قبل الحرب لنجد أنه: عام 1918 كان عدد يهود العالم 14 مليوناً(14)، وأما عددهم بحسب الإحصائيات الرسمية الصادرة عام 1938 فهي:
أ - خمسة ملايين يهودي في روسيا(15)، فيما أوردت الموسوعة اليهودية أن عددهم ستة ملايين و946 ألفاً(16)
.
ب- خمسة ملايين يهودي في أميركا(17)، وخمسة ملايين يهودي في أوروبا موزعون على الشكل التالي: 9% من سكان بولونيا أي ثلاثة ملايين من أصل 35 مليوناً(18)، 320 ألفاً تحت السيطرة الألمانية(19). 460 ألفاً في هنغاريا، 192 ألفاً في بولندا، 63 ألفاً في تركيا، 92 ألفاً في النمسا، 192 ألفاً في تشيكوسلوفاكيا(20)، مليون وسبعماية ألف في البلاد العربية(21)، إضافة إلى مليون وبضعة آلاف في فرنسا وإسبانيا والبلاد المنخفضة، وعليه يكون عدد اليهود قبل الحرب 725,16(*) بحسب الوكالة اليهودية وعددهم بعد الحرب ستة عشر مليوناً بحسب الوكالة نفسها فكيف؟ مع أنهم كما مر لا يزيدون عن ثلاثة ملايين؟ وهكذا نجد أن رقم الستة ملايين المزعوم يعود للبولونيين(22) وليس لليهود لأنه في غمرة الكذب تضيع الحقيقة. "سيُنسى هتلر خلال أعوام، ولكننا سنقيم له نصباً تذكارياً جميلاً في بلدنا، لقد أعادت أعمال هتلر اليهود إلى أحضاننا ولذلك نكن له أعظم الامتنان والشكر(23)، أليس هتلر بريء إذاً؟ ؟
(*) ستة عشر مليوناً وسبعماية وخمسة وعشرون ألفاً.
(1) ايرهاردياكل، ص65، محاكمات نورمبرغ، ص241.
(2) رسالة لوكر إلى الوكالة اليهودية تاريه 4 نيسان 1933.
(3) أوراق الموساد،، ص76، جاك تايلور.
(4) حروب إسرائيل، إيان بلاك بيتي موريس.
(5) رسالة فيرنر إلى بيرل لوكر 19 3 1933.
(6) الصهيونية بلا قناع، ص37 دونيف.
(7) الصهيونية بلا قناع، ص39.
(8) الإسرائيليون الجدد، ص24، يوسي ميلمان.
(9) تاريخ شيشرن، ناثان يلين مور.
(10) عاموس ايلون، ص212.
(11) حقيقة الجاسوسية الأميركية ص54، اندرو تولي.
(12) كنت رئيساً للسي اي إي، الن دالاس.
(13) دراسة في جاسوس، النائب البريطاني بوب ادواردز
(14) راغب أبو السعود قاضي يافا من لقائه مع وايزمن.
(15) الخروج الأخير، ص39، اديث كورن.
(16) الصهيونية والشيوعية، ص56، فرانك برثيون.
(17) الإخوة الزائفة، ص98، جاك تني عضو مجلس الشيوخ الأميركي.
(18) بولونيا بين الماضي والحاضر طبعة 1947.
(19) ثمن إسرائيل، ص210، الفرد ليلنتال.
(20) المؤتمر اليهودي العالمي.
(21) الخروج الأخير، ص52.
(22) الحرب العالمية الثانية، ص51 ديبورن.
(23) اميل لودفيغ.