لوعة الذكرى
أتت الذكرى، تبكي مدى الدهور السماوات... تبقى لحناً تعزفه الثورات... تتحدى به ملايين الطغاة... أرض جرداء... كئيبة الأنحاء... خيام مترامية هنا وهناك... صمت رهيب ينذر بعاصفة هوجاء... فلما دقَّت أجراس القدر... أتى سيد الأحرار... يحمل رضيعه العطشان... فيسقى... ولكن بسهم من الوريد إلى الوريد... اه يا زمن الدم... نزف الدم لم تخمده السنون... يحمل من الطَّف انطفاء شموعه... لتمهد الطريق للأجيال وربوعه... أجساد متراميات... على الأرض هنا وهناك.. ويقف حائراً غريباً... ألا من ناصرٍ ينصرني.. ألا من معين يعينني... فيأتي النداء هامساً.. أخاه.. خذ جواد المنية.. خذه واترك الدنيا الدنية.. ارحل إلى أمِّنا الزكية.. وإلى جدنا المختار خير البرية.. اعذرني.. فإن نفسي بالأحزان شجية.. ولكن.. دعني أوفي عهداً.. عاهدت به أنواراً سنية.. دعني أقبِّل نحرك.. إنه الشاهد على ظلم البرية.. دمعت عيناه وصاح.. احمي عيالي واحملي الراية بعدي يا أخيَّة.. أنا ما عهدتك إلا للحق وفيَّة.. وانتهى اللّقاء.. ومضى السبط.. نحو الميدان.. فانتظرت العيون تحلِّق في الأرجاء لقد عاد جواد المنية.. عاد الجواد محمحما.. مناديا.. الظليمة الظليمة.. يا بنات الرسالة.. لقد قتل ابن مكة والمدينة.. لقد عاد.. عاد جسداً سليباً.. ورأساً قطيعاً وشيباً خضيباً. عاد الحسين.. يا زينب الطهر.. بدماء الشهادة الحمراء.. فاصبري وسطِّري الملاحم.. فأنتِ رمز الإباء.. وشمس الضياء..
بنت الهدى - الكويت
*****
رجل المجد
مهداة لسماحة السيد حسن نصر اللَّه بمناسبة عودة الأسرى والشهداء
تُحَلِّقُ فِي فَلَكِ السُّؤْدُدِ بِعَونٍ مِنَ الوَّاحِدِ الأَوحَدِ
فَأَنتَ سَلِيل لِخَيرِ الأَنَامِ بِطُهرِ الأُصُولِ وَالمَحَتدِ
بِكَ النَّصرُ يَرعَاهُ رَب قَدِير فَبُورِكْتَ، بُورِكْتَ مِن أَمجَدِ
أَعَدتْ الكَرَامَةَ لِلمُتَقِينَ عَلَى رَغمِ هَذَا الزَّمَانِ الرَّدِي
وَأَحيَيتَ أَمجَادَنَا مِنْ جَدِيدٍ فَصُرنَا جَلاَبِيبَهَا نَرتَدِي
مَعَ المَجدِ نَحيَا فَفِي كُلِّ يَومٍ مَعَ العِزِّ بِتنَا عَلَى مَوعِدِ
فَيَا سَيِدَ الثَائِرِينَ الأُبَاةِ رَعَاكَ المُهَيمِنُ مِنْ مُرشِدِ
وَأَنتَ الوَفِيُّ لِنَهجِ الإِمَامِ المُغَيَّبِ فِي غَيهَبٍ مُوصَدِ
وَهَذَا زَمَان لِفَكِّ القُيُودِ وَفِيكَ الرَجَاءُ لِفَجرِ الغَدِ
وَفِيكَ الرَّجَاءُ لِتَحرِيرِنَا وَإِيصَالِنَا ذروَةُ الفَرقَدِ
وَإِسمُكَ نُور يَشُقُّ الظَّلاَمَ وَلِلنَصرِ فِي هَديِهِ نَهتَدي
أَرَادَكَ خَالِقُنَا... أُمَّةً فَكُنتَ كَمَا شَاءَ يَا سَيِّدي
محمد عباس الموسوي
*****
زغرد يا وطني
زغرد يا وطني
أبطالك عادوا
شيخاً ورجالاً
تسطع شمس الحق
من غسق الديجور
من رحم العزَّة
يولد ألف ألف مجاهد
وكيف يذل؟
من ولدته الأم الحرَّة
لكن أحد الفرسان
ترك المحتشدين
ترك العالم كله
جاء يفتش عن قلبه
عن قبسات حنين
يبحث في جنبات السلطانية
علَّه يسمع صدى لأنين
قومي بنيتي جميلة
ضميني يا أم أبيكِ
صبي كل عذابك في روحي
وسليني عن قيد السجَّان
عن وجع سنيني
إلا أنه ما أبصر
إلا الأم الثكلى
حيث اللَّحد القدسي
تسقيه دموعاً...
يُروى به
ظمأ الجنوب
ظمأ القدس
وظمأ العراق
زغرد يا وطني
فالسيد قام يوماً وتوعد
نحن قوم لا نترك أسرانا
في السجون
والسيد ما أخلف وعداً
خطته الأبطال
من لبنان لفلسطين
زغرد يا وطني
زغردة يسمعها
كل العالم المجنون
بالشيطان الأكبر
وشارون
يبصر ذلَّ الصهيونية
وبطولة ضراغمَ
امتشقوا الحرية
ينشدون نشيد الأبدية السرمدية
"مشينا إلى النصر يوم الكفاح
ومن خلفنا زغردات الجراح
تغني الجراح عطايا السماء
يد اللَّه مدَّت إلينا السلاح
ونمضي على هدي قراننا إلا أن حزب اللَّه هم الغالبون"
زهراء الحسني