السيد محمد قدسي العاملي
مولاي جئتكَ والدموعُ سجامُ |
ممَّا جنته بجانبي الأيام |
مولايَ يا فخرَ الزمانِ ورشدَه |
يا صاحب الأمر الكبير، سلامُ |
قلبي تلوَّى يشتكي حرَّ النوى |
والشوق يزأى والضلوع حطام |
أهواكمُ يا ابنَ الهداةِ وارثهم |
روحي لهيب للقا وضرام |
أشكو إليك النائباتِ ووقعها |
ظلّت تواعدني بها الأعوام |
في كل يومٍ تكتوي أحشاؤنا |
ينخاك يا بن الزاكيات قيام |
في كل يومٍ كربلاءُ تزيدنا |
ألماً ويعلو للشجى أنغام |
أوما رأيت حسينها يشكو الخنا |
أيصيحُ هل من ناصرين إمام |
ويخاطب الأصحاب صرعى كلهم |
حَجُّوا إليه وتُمِّمَ الإحرام |
أوما رأيت الطفل يا بن محمدٍ |
كالطير يُذبح والدماء فطام |
أوما رأيت كفيل زينب مُضْرجاً |
كفَّاه تقطعُ، في العيون سهام |
أوما رأيت شبيه أحمد أكبراً |
دامي الجبين، وضاعت الأحلام |
أوما رأيت عليلها وأسيرها |
ادماه قيد فالخطوب جسام |
لهفي لزينب حائراً بين العدى |
تُبدي التصبر، غالها الإرغام |
تنعى حسيناً للرسول وحيدر |
ولأمها الزهراء: هُدَّ دعام |
أوما رأيت السبط يُذبح من قفا |
ويحزُّ منحره الشريف حسام |
وإذا بوجه الأرض يُمسي بلقعاً |
وإذا السماء كابة وظلام |
والرأس ترفعه السنانُ عوالياً |
فهوت على رزء الهدى الأحكام |
وتدوس صدر السبط خيل أميةٍ |
رضَّت ضلوعاً عشقها العلاَّم |
وتُساق زينبُ للسبا في حسرةٍ |
هتكت لها خدر الرسول طغام |
والسوطُ يؤلم متنها من حقده |
راح المناصر والحماة نيام |
تدعو أباها حيدراً أين الألى |
كانوا الكماة وأينه الضرغام |
تُبدي لنا الأعداء وجهاً يا أبي |
من بعد عزٍّ ذلَّنا الظُلاَّم |
قد أحرقوا خِيَمَ النساءِ وأرهبوا |
ال الرسول وعربد الأخصام |
سلبوا بناتِ محمدٍ ووصيه |
رهط على فعل الشرور أقاموا |
شبّت بذيل رقية نار فمن؟ |
يُطفي اللظى، والحاقدون لئام |
فانهض لأخذ الثأر يا مهديّنا |
فمصابُ زينب ثقله هدَّام |
وافري حشاها واسقهم كأس الظما |
فلكم تعالى بالظماءِ أوام |
إذ أنَّ محسنَ فاطمٍ لم ننسهُ |
والضلع يُلهبُ حزننا ما داموا |
واجعل ديار الحاقدين بلاقعاً |
تخلو من الديَّار يا همَّام |
كيما يسود العدل ينتشر الهدى |
تعلو له الرايات والأعلام |
قدنا لذاك اليوم يا بن المصطفى |
عجّل فإنا جندك المقدام |
قدنا لنصرٍ لأننا مهر الابا |
نادت بك الثارات والصمصام |
من غيركم يشفي الغليل ويعتلي |
صدر الخلود ليبسُمَ الإسلام |
لك من موالٍ هائمٍ متضرمٍ |
عبق السلام ليستفيض وئام |