مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

تسابيح شهادة: طال لوجهك الحلو اشتياقي...

ولاء حمود

 



إلى الشهيد مصطفى زلزلي (السيد صادق)

تأخرت يا أغلى الأحبة...
تأخرت ما عهدتك تفعل... وتهمل موعداً بيننا... تُرى؛ ما الذي أرجأ بيني وبينك هناءات اللقاء...؟ ها أنذا في سكون الليل، أرقب من نافذة الصمت، نجماً... كان لنا صديقاً، وكنا في ذلك الزمن البعيد، نرصده معاً... هيا اقترب مني... ما أكرم هذا الليل يجمعنا على بُعدٍ... ويعيد... حياً ناضراً ما قلناه سابقاً، كأنه الآن يُقال... أتراها كانت تلك الليلة الأخيرة؟ كنا على الشرفة... وكانت الوالدة تعِدُّ مائدة المساء... ثمة عيونٌ لم تنم، وثمة أيدٍ تعِدُّ للحياة مائدة الكرامة التي لا يحسن صنع أطباقها... إلا الشهداء... وثمة مكان آخر... فيه حور عينٌ... تنتظر على لهفٍ عُشَّاقها الصوفيين صياماً. بذا أجبتني يومها... بذا حدّثتني وفاجأتني... رأيتك تكبر فجأةً... تسبقني... تسابقني... ورأيتني بدل إحصاء نجوم السماء... أقف خلفك أحصي خطواتك، فتفر مني على وقع حصى الدرب أرقام خطاك، لأنك شرَّعت من شغاف القلب لصادق الوعد...

يا سيد الصدق... هواك، فرفعت على درب الشهادة للنصر لواك، يعذبني سخاء الليل، الذي يغرق عليَّ، من مراكب شطآنه الساكنة، ذكرياتنا... ويا أخي، كم تؤرقني هذه الذكريات أهي منك، كل ما بقي لي؟ والوالدة الوالهة... ماذا ستبقي لها الأيام... والزوجة الوفية... كيف ستكافئها نهارات الانتظار... وليالي الترقب؟؟ ها هو وليدي بين إخوته الذين سبقوه وما سئموا لقاك... يسأل ألوان الورقة التي تحمل ملامحك العرفانية... عن نصيبه من حنانك... وحظه من عاطفتك... هل جاء متأخراً عن موعدكما؟ هل فاته معك أوان الوصال...؟ ها هي يده الصغيرة، تضم على لهفٍ صورتك، كما يراني أفعل، في لحظاتٍ استشرف فيها الشوق، اختصر فيها العمر... بين رموش عينيك... يا من اصطفاك اللَّه... لقافلة الشهداء أميراً في أول أيام الوعد...


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع