دائرة مكافحة التدخين/ الهيئة الصحية الإسلامية
الكثيرون منا يتعرضون للدخان الذي يخلفه مدخنو التبغ، دون أن نبدي اهتماماً للأمر، وهذا ما يجعلنا معرضين لإدمان لا نعرف سببه... "إنه التدخين السلبي". الكثيرون منّا يجهله، والبعض يعرف عنه دون أن يتوقاه أو يتجنبه. لأهمية الأمر ، دعنا وإياك نتعرف على هذا النوع من التدخين، وعلى السبل التي تمكنّنا من تجنب المخاطر التي يحدثها.
* ما هو التدخين السلبي؟
أثبتت التحليلات والدراسات العلمية أن أي شخص موجود بجانب آخر يقوم بعملية التدخين، يستنشق نوعين من الدخان، الأول: هو الدخان الرئيسي الاتجاه الذي يدخل في جسم المدخن ويتعرض له غير المدخنون الموجودين في محيط المدخن بعد أن يخرج من فم المدخن؛ والثاني وهو الأخطر الذي يصعد مباشرة من طرف السيجارة المشتعل إلى الهواء ويعرف بالدخان الجانبي الاتجاه، وهو يحتوي نسبة أعلى من المواد السامة مقارنة مع الدخان الأساسي الاتجاه، وذلك لأنه يصعد مباشرة إلى الهواء دون أن ينقى في جسم المدخن كما يحصل للآخر.
* ما يتنشقه المدخن السلبي:
إن الدخان الذي يتنشقه المدخن السلبي يحتوي على نفس مكونات الدخان الذي يتنشقه المدخن، بالإضافة إلى مواد أخرى توجد في الهواء المحيط أهمها: النيكوتين والقطران وأول أوكسيد الكربون والبنزين والرصاص...
* التأثيرات الصحية للتدخين السلبي:
إن لهذه المواد تأثيرات مباشرة على الأشخاص الذين يتعرضون لدخان الآخرين: إدماع العين، العطس، الصداع، صعوبة في التنفس، الغثيان، الأزيز والسعال. كما وإن الأشخاص المصابين بالربو يعرضهم استنشاق دخان الآخرين لنوبة ربو. والأشخاص المصابون بنوع من الحساسية غالباً ما يشعرون أن التدخين السلبي يسيء إلى حالتهم. ومن الأمراض التي قد تنتج جراء التدخين السلبي: الإصابة بذبحة قلبية، جلطة، أمراض سرطانية (سرطان الرئة، سرطان الجيوب الأنفية، سرطان عنق الرحم).
* التدخين والحمل:
إن النساء غير المدخنات اللواتي يتعرضن خلال فترة حملهن لدخان الآخرين، هنَّ أكثر عرضة للإجهاض والولادات السابقة لأوانها، كما يزيد احتمال ولادة أطفال ناقصي الوزن، كما وإن هناك دلائل تشير إلى أن دخان الآخرين يشكل خطراً في حالات الموت المفاجىء لدى الأطفال. وهناك دراسات بيَّنت وجود هذه المواد السامة في حليب الأم، الأمر الذي يعرِّض الرضيع لأضرار صحية إضافة إلى إمكانية ولادة الطفل مصاباً بأمراض تنفسية مزمنة كالربو الصدري.
* التدخين والطفل:
إن أخطر التأثيرات التي قد تنتج عن التدخين السلبي تحصل لدى الأطفال المعرضين له، وهي تبلغ أضعاف تلك التي تحدث للبالغين، وذلك لضعف المناعة عند الأطفال، إضافة إلى عدم تكوُّن الأكياس الهوائية في الرئتين، كما وأنّهم يتنفسون أسرع من البالغين ويتنشقون كمية أكبر من النيكوتين وهم معرضون أكثر للأمراض التالية:
التهابات الأذن الوسطى والأنف والصدر.
ذات الرئة.
نوبات الربو.
إعاقة في عمل الرئتين.
الحساسية.
خفض قوة الذاكرة والذكاء لديهم.
بالإضافة إلى التأثيرات الصحية، هناك تأثيرات جمالية:
رائحة كريهة تنبعث من ثياب وشعر المدخنين السلبيين.
رائحة سيئة في السيارات والمنازل.
* كيف تحمي نفسك وأطفالك وأسرتك من التدخين السلبي؟
عليك أن تضع في سيارتك ومنزلك ومكان عملك عبارة (شكراً لعدم التدخين) أو (التدخين يؤذينا) أو (الرجاء عدم التدخين) أو ما شابه ذلك... اطلب من الجميع عدم التدخين في منزلك وسيارتك ومكان عملك، وإذا اضطر أحدهم للتدخين فبإمكانه القيام بذلك في الخارج أو في المكان المخصص لذلك. تجنب زيارة الأماكن التي يكثر فيها التدخين كالمقاهي والمطاعم. قم بتهوئة المكان حيث كان يجلس المدخنون. إذا كان لديك أصحاب يدخنون تأكد من أنهم يعون كل الحقائق، واعمل على تذكيرهم بأن أهم ما في الأمر هو ليس إذا ما كانوا يدخنون أم لا، بل أين يقومون بذلك؟ إذا كنت تشعر بالانزعاج بسبب الدخان، لا تشعر بالخجل وتذكّر أن حياتك في خطر، واستأذن وغادر مكان التدخين فوراً.