ثلاثة وأربعون
فوق ثرى الجنوب
في لبنان
فجْرَ نبتةٍ يُستشهدون(*)
من يحول بين خضرة الدماء والحياة؟!!...
والروح وهي في سُمُوّها
تلقي ببُردَة اخضرارها
على الغصون يُبساً
فيبزغُ النبات؟!!
بين الأشجار (الحور) بلا ثمر
لكن الخدمة حين تكونُ لوجه الله
فإن الله يفاجئ أهل محبته بالمذهِل
يخرج من جذع مقطوع محروق
نسي الأرض وفطرتها
يخرج منهُ غُصناً أخضر
(الحور) المقطوعُ المنصوب على قاعدة
والمدهون بلون عمامة (نصر الله)
نثروا فوق براءته صور الشهداء
انتبه (الحور) المقطوع لهذا الحمل
الرباني فصفق مزهُواً:
"من مثلي
ثمري، مقطوعاً،
أسماء طيور الله"؟!!
فمدَّ (المرسى) بُردتهُ الخضراء وأولم
ثلاثة وأربعون ورقة خضراء
وسط يابس من الجذوع
أيّ بسمةٍ أفاضها مُفيضُ جوده
خضراء
بين (كاف) و(النون)
ثلاثة وأربعون
يورقون
عبد الكريم الناعم
(*) الشهداء الذين علقت أسماؤهم على جذع حور مقطوع في بلدة بنت جبيل الجنوبية فأنبت ثلاثاً وأربعين ورقة خضراء بعدد الشهداء، فكانت أعجوبة من العجائب.