مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

فقه الولي: صلاة الجماعة: شرائط الإمام

الشيخ علي حجازي

 




إنّ صلاة الجماعة من أهمّ المستحبّات، وهي من أعظم الشعائر الدينيّة، وهي من المستحبّات الأكيدة في جميع الفرائض خصوصاً اليوميّة، ويتأكّد استحبابها في الصبح والعشاءين، ولها ثواب عظيم.  فقد روي عن زرارة أنّه قال: قلت لأبي عبد الله صلى الله عليه وآله: "ما يروي الناس أنّ الصلاة في جماعة أفضل من صلاة الرجل وحده بخمس وعشرين صلاة؟ فقال: صدقوا"(1).  وفي رواية عن زرارة والفضيل في سؤالهما عن الصلاة في جماعة، قد ورد: "... ولكنّها سنّة من تركها رغبة عنها وعن جماعة المؤمنين من غير علّة فلا صلاة له"(2).

شرائط إمام الجماعة:
ـ شرائط إمام الجماعة سبعة، وهي:

1 البلوغ.
2 العقل.
3 العدالة.
4 طهارة المولد.
5 أن يكون مؤمناً اثني عشريّاً.
6 أن يكون صحيح الصلاة.
7 الذكورة فيما إذا كان المأموم ذكراً.

الأوّل: البلوغ
يشترط أن يكون الإمام بالغاً، فلا تصحّ إمامة غير البالغ وإن كان المأموم غير بالغ.

الثاني: العقل
لا تصحّ الإمامة ولا تصحّ الصلاة أيضاً من المجنون، حتّى وإن طرأ الجنون على الإمام في أثناء الصلاة فإنّها تبطل.

الثالث: العدالة
يشترط أن يكون إمام الجماعة عادلاً بنظر المأمومين.

تعريف العدالة
العدالة هي حالة نفسيّة راسخة، تبعث على ملازمة التقوى المانعة من ترك الواجبات أو فعل المحرّمات الشرعيّة. وكلّ من امتلك العدالة يُسمّى عادلاً.

ثبوت العدالة
يكفي لإثبات العدالة حسن الظاهر، بحيث لو سُئل أحد عنه لقال: لم أر منه إلاّ خيراً.

انكشاف فسق الإمام
لو اعتقد المكلّف عدالة الإمام، فصلّى خلفه مأموماً، ثمّ اكتشف المأموم بعد ذلك أنّ الإمام كان فاسقاً، صحّ ما صلاّه المأموم خلف هذا الإمام، ويصلّي خلف العادل فيما يأتي.

الرابع: طهارة المولد
يشترط في إمام الجماعة أن يكون طاهر المولد، فلا تصحّ الجماعة خلف ابن الزنى. وتصحّ الجماعة خلف من وُلد بالزواج الشبهة.

الخامس: الإيمان
يشترط في إمام الجماعة أن يكون مؤمناً اثني عشريّاً، فلا تصحّ الصلاة جماعة خلف غير الاثني عشريّ. نعم، من مقتضيات الوحدة الإسلاميّة الصلاة خلف غير الاثني عشريّ، ففي حالة اقتضاء الوحدة الإسلاميّة الصلاة خلف غير الاثني عشريّ تصحّ الصلاة خلفه، ولا يجب إعادتها، حتّى لو كان حفظ الوحدة يقتضي السجود على السجّاد ونحوه، فلا مانع من ذلك، ولكن لا يجوز التكتّف معهم، إلاّ عند الضرورة فقط.

السادس: صحّة الصلاة
لا يصحّ الاقتداء بشخص إذا لم تكن قراءته صحيحة حتّى لو كان معذوراً. ولو كانت قراءة الإمام غير صحيحة بنظر المأموم فلا يجوز الاقتداء به. كما لا يجوز للمأموم الذي يُحسن التلفّظ الصحيح أن يقتدي بإمام لا يُحسن ذلك. ولو اعتقد المأموم صحّة قراءة الإمام وفي أثناء الصلاة قرأ الإمام كلمة خطأ أو أنقص كلمة مثلاً ـ، فينبّهه، فإن لم يتدارك الإمام ذلك وجب الانفراد على المأموم.

السابع: الذكورة
لا تصحّ إمامة المرأة في صلاة الجماعة إذا كان فيها ذكر، وتجوز إمامتها في صلاة الجماعة للنساء خاصّة.

ـ وجود عالم الدين:
إذا أمكن الوصول إلى عالم الدين، فلا يجوز الاقتداء بغيره.

ـ الإمام الناقص:
إذا كانت يد الإمام أو رجله مقطوعة بالكامل أو مشلولة، فالأحوط وجوباً عدم الاقتداء به. وأمّا إذا كانت إبهام رجله فقط مقطوعة فإمامته صحيحة.

ـ رضا إمام الجماعة:
رضا إمام الجماعة ليس شرطاً في صحّة الاقتداء به. وعليه، فاقتداء الآخرين بالشخص الذي لا يكون راضياً بذلك صحيح.

استطراد ـ المأموم الواحد:
إذا صلّى خلف الإمام مأموم واحد، لا يجب على المأموم الوقوف إلى يمين الإمام، بل يجوز له أن يصلّي إلى يساره أو خلفه، والوقوف إلى يمينه مستحبّ.


 1- العامليّ الحرّ، وسائل الشيعة، باب 1، من أبواب صلاة الجماعة، حديث 3.
2- م.ن، حديث 2.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع