مع الإمام الخامنئي | كلّنا مَدينون للنبيّ الأعظم* نور روح الله| هكذا كانت حياة الرسول* مع إمام زماننا | حين تزفّ السماء نبأ الظهور (2): في مكّة السيّد محسن شهيداً على طريق القدس مقاومتُنا بعينِ الله صُنعت حاجّ محسن! إلى اللقاء عند كلّ انتصار* أبو طالب: قائدٌ في الميدان والأخلاق المقاومة الإسلاميّة: ثقافتنا عين قوّتنا الشهيد على طريق القدس بلال عبد الله أيّوب تسابيح جراح | جراحاتي لا تثنيني عن العمل

آداب ومستحبات: إكرام المسنين وصية الرسول

السيد سامي خضرا

 



خلق الله تعالى الإنسان فسواه، وجعله يمر بمراحل تتفاوت فيها قدراته وإمكاناته. ولكل مرحلة من عمره خصائصها وميزاتها التي تميزها عن غيرها من المراحل. يقول سبحانه مذكّراً بهذه المراحل: ﴿.... ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُواْ أَشُدَّكُمْ وَمِنكُمْ مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُمْ مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً (الحج:5). ويقول سبحانه: ﴿... ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَـبْلُغُواْ أَشُدَّكُـمْ ثُمَّ لِتَكُـونُواْ شُيُوخاً وَمِنكُمْ مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُواْ أَجَلاً مُّسَمًّى وَلَعَلَّـكُمْ تَعْقِلُونَ (غافر:67).

* توجيهات عامة في كيفية التعامل مع المُسن
1 البدء بالكبير بالأمور كلها: "أمر النبي صلى الله عليه وآله أن يُبدأ بالكبير... فقال: "إبدأوا بالكبراء - أو قال - بالأكابر"(1). وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: "بجّلوا المشايخ فإن من إجلال الله تبجيل المشايخ"(2). وعن عبد الله بن سنان قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: إن من إجلال الله عز وجل إجلال الشيخ الكبير (وفي نص: إجلال ذي الشيبة المسلم)(3).  كما نصت الأحاديث على وجوب توقير المسنين في المعاملات الاجتماعية اليومية المختلفة، وتقديم المسنين في وجوه الإكرام عامة، كالإمامة والطعام والشراب...
2 التحذير من استخفاف الصغير بالكبير: روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: "ثلاثة لا يستخف بهم إلا منافق: ذو شيبة في الإسلام..."(4).
3 الحياء من الكبير.
4 تقبيل يد الكبير.
5- المسن يحتاج إلى الحنان والرعاية والعطف مثل الصغير تماماً، فلا نبخل عليه بذلك.
6 - الاختلاف معه لا يعني الاصطدام به...
7 - عدم الإلحاح عليه واستعجاله، فنعطيه الوقت الكافي لإنجاز ما يريد.
8 - عدم مؤاخذته لتباطئه في القيام بأموره أو لعدم اكتراثه، فهو يحتاج إلى وقت أطول للتفاعل مع الأحداث...
9 - المسن يستمتع بالحديث عن الماضي فيتذكره أكثر ليستعرض تجاربه وخبراته، فعلينا أن لا نحرمه من ذلك بل نظهر له التفاعل والإعجاب...
10 - إن قصور السمع والبصر لدى المسن يجعله يبتعد شيئاً فشيئاً عن أحداث الواقع، وذلك يوجب علينا التحدث معه بصوت مسموع ومداعبته، لأن ذلك مما يؤخر في عملية الانفصال عن الواقع والتي تحدث في الشيخوخة المتأخرة.
11 - أن يتسع صدرك لأسئلته عن كل شيء وفي أي وقت، وتعلم أنك في يوم من الأيام إن طال بك العمر ستجلس مكانه وتتصرف تصرفه.


(1) عمدة القاري، العيني، ج12، ص192.
(2) الأمالي، الشيخ الطوسي، ص311، بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ح73، ص137.
(3) جامع أحاديث الشيعة، السيد البروجردي، ج16، ص237، الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص658.
(4) العلم والحكمة في الكتاب والسنّة، محمد الريشهري، ص420.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع