ولاء إبراهيم حمود
سلامٌ عليكَ من ربي ومن قلبي... ما غادرتكَ يوماً... كان قلبي يرعاكَ مناجاةً... وأدعيةً... كانت روحي هائمةً... تحط فوق جبينك... تخطو فوق أناملكَ... تشمُّ أريج روحك... لِمَ تركتني فجراً... وُضُوئي دمعُ عيني... أصلي حُزناً فريضتي وجرحي بعد الفرض... نافلتي...
لِمَ فارقتني ولدي؟ وحدي أمام مكتبتك. كتاب الله يرمقني فأفتحه... ألامس فيه سُبحتك وسجدتك... ويشرق ضوء عينيك هُدى قلبي... فألمح حزنَ ريشتك وألوانك تعاتبني ولوحتك تسائلني عن ابداع لمساتك آخرها... وأولها... لماذا جئت يا ولدي... كي تحرمني رؤياك... عريساً... والداً... فرحاً... وخرِّيجاً به تزهو مواهبه وإبداعه...؟ سلامَ الله يا أمي من قلبي لعينيكِ... ما فارقتكِ لحظة... تزوركِ روحي فجراً... تقبلكِ تلثم طهرَ عينيك... وتوقظكِ... أسابقك لفرض الصبح... أفرش قلبي سجادة بخطوتكِ أمام الله وألثم موضع السجدة وتختفظ حناياي بطعم جبينك الساجد يرافقني إلى لحدي... أنا أماه أرجوك... دعي الحزن لمن هُزموا ومن خذلوا... وابتسمي... فحزنك يقتل فرحي...
علامَ الحزن يا أماه؟ وألواني غدت نضرة فأيدي الحور تمزجها وعيناها تعكسها ضياءاً من مدى الجنة ولوحاتي قد اكتملت... جهاداً وانتصارات أنا الشهيد يا أماه... أزور قلبك ليلاً فتسعدني مناجاته... وترضيني حناياه... أنا أماه في الجنة... سعيد بين إخواني من سبقوني يا أمي... ومن جئت بصحبتهم... فقلبك روض دنياي وآخرتي علامَ الحزن يا أماه... وقد نبتت فطرة نزفي الأولى بكفِّ الله زنبقةً ملوَّنةً بسحر ربيع عينيك ولفتتها على جرحي ضماداً شافياً أماه... حوراءٌ من الجنة... ويا أماه بشراك... ما في الكون إلاك، لخفق القلبِ أغنيةٌ وأنشودة، ترنمها على سمعي، حانيةً على وجعي ملائكة من الله إذاً بشراك يا أمي... سلامُ الكون مجتمعاً لن أرضاه يا روحي مقابل لحظةٍ فيها تنزلت الملائكة على قلبي... على قبري سلاماً من رضى الله.
* هذه التسابيح مستوحاة من شخصية شهيد الوعد الصادق بشير علوية وهي مهداةٌ إليه بمناسبة ذكرى مولده في 14/1/1981 بعد أن أهدانا جميعاً تباشير الانتصار علماً وجهاداً وفوز شهادة عبر لوحات فنية رائعة كانت أجملها وكانت آخرها شهادته المباركة في البياضة الناقورة 12/8/2006.