نهى عبد الله
كادت ضربات قلبه المتصاعدة تشي بمخبئه خلف الباب، حتّى لاح له ظلّ رجل، وبسرعة، استدار وأطلق عليه بضع رصاصات أردته على الفور، وعدا مسرعاً نحو الباب الآخر، ركلَه بقوّة، ورمى بضع قنابل يدويّة إلى الداخل، واحتمى بجدار جانبيّ للحظات قبل أن يواجه حفلة الدخان برصاصاته السريعة، حتّى لم يبقَ أحياء في الغرفة.
السلالم، ثمّة وقع خطوات عليها. عليه أن يباغتهم، وبسرعةِ نمرٍ عدا فوق الجثث؛ ليترصّد القادمين من زاوية آمنة. كانوا مُسلّحين يسوقون رهائن. لقّم رشاشه وأطلق العنان له... قضى على كلّ جسم يتحّرك قباله، مهما كانت سرعته، ومهما كان. لقد اقتربت لحظة الفوز، إلّا أنّ رصاصة سريعة نجحت في اختراق خوذته..
"انتهت نقاط حياتك، يمكنك متابعة اللعبة إذا ابتعت نقاطاً إضافيّة من المتجر". ضغط على زرّ "إلغاء"، وانتزع منظار اللعبة ورماه بسخط: "تبّاً، تبّاً، تبّاً، كدت أضرب رقماً قياسيّاً لولا رصاصة خرقاء".
هوّن عليه صديقه باقتراحه: "بعد ثلاث ساعات يمتلئ خزّان النقاط، لنقم بجولة منعشة بالسيارة قبل أن تسيطر اللعبة على دماغك”، فأجابه بامتعاض: “نُكْتَةٌ سَمِجَة".
في الطريق، كانت حماسته المفرطة تسيطر على حديثه عن مهارته، حتّى لاحت مجموعة من المارّة تجمّعوا عند أحد المحلّات، فصاح بصديقه الذي كان يقود السيارة: "ما بالك تنتظر؟! ادهسهم قبل أن يتفرّقوا"، رمقه صديقه بخوف: "أدهس من؟ ماذا دهاك؟". ابتسم سريعاً ليوهمه أنّه يمزح، لكنّه شعر بتجمّد عروقه من الفكرة المرعبة، لاحظ أنّ يده تبحث عن زناد ما لا شعوريّاً، إنّهم أناس حقيقيّون.. هل شعر أنّه يريد أن يدهسهم؟ ماذا لو كان هو خلف المقود؟ هل كان سيبحث عن أيّ هدف متحرّك ليقتله؟ هل مرّ للتوّ بلحظة "تخدير"؟ ماذا لو كان هو في أحد الحشود ومرّ أمامه متخدّرٌ باللعبة؟.. لن تكون لعبةً هذه المرّة!