إعداد: ديما جمعة فوّاز
"الأبناء يأكلون الحصرم والآباء يضرسون". لعلكم سمعتم هذه المقولة ولكن بترتيب مختلف، ولكنه يصلح في كلتا الحالتين، فحين يختلف الوالدان تتأزم العلاقات في نواة الأسرة وكذا الحال في اختلاف الأولاد حيث يشعر الأهل بالعجز عن البت النهائي في شجارات عقيمة.. ولعل من أكثر تلك الشجارات شيوعاً رفض الابن الأكبر اصطحاب الصغير معه خلال مشاويره الخاصة. فيغرق الوالدان في خضم جدل حتمي ويحاولان تفهّم المنطق الخاص بأولادهما وتقريب الآراء. وإليكم نموذجاً من وجهتَي النظر:
ـ الصغير: خذني معك، أرجوك.
الكبير: وهل تعرف إلى أين سأذهب؟!
ـ الصغير: حيث شئت لا أبالي، أريد فقط أن أخرج برفقتك!
الكبير: ولكني سأتنزه مع رفاقي وكلنا أكبر سناً منك ولن تتسلى معنا.
ـ الصغير: وإن يكن! لن أزعجك، سأبقى صامتاً طوال الوقت.
.الكبير: قلت لك لا! كلما رأيتني أهمّ بالخروج تلازمني، اذهب والعب مع من هم في مثل سنك.
ـ الصغير: أمي، أبي.. أريد أن أخرج برفقته، لقد مللت من الجلوس في المنزل.
- نصيحة للأهل
1 - لعل خروج الأبناء برفقة بعضهم بعضاً يوطّد العلاقات فيما بينهم ولكن من الخطأ أن يوجد الصغير برفقة الأكبر سناً لأنه سيكون عرضة لمجموعة سلوكيات وأحاديث لا تتناسب مع عمره.
2 - من المفيد أن تعوّدوا أبناءكم منذ الصغر على احترام خصوصية بعضهم بعضاً، وتفهّم حدود كل واحد منهم تجاه الآخر، وحينها لن تواجهوا هذا النوع من الصعوبات.
3 - حاولوا أن تؤمّنوا للصغير وسائل لهو حين يكون إخوته خارج المنزل حتى لا يشعر بالوحدة والنقمة، واشرحوا له الأسباب الحقيقية التي تمنعه من أن يكون مع أخيه الأكبر سناً.
4 - شجعوا ابنكم الأكبر على اصطحاب إخوته في نزهات معينة حتى تنمو المشاعر الإيجابية بينهم أكثر.
- نصيحة للكبير
1 - لا تبعد أخاك عنك بطريقة استفزازية فيشعر أنه منبوذ أو أنك ترفضه لشخصه إنما عامله بالحسنى ليعرف أنك تحافظ عليه وتحترم سنه.
2 - تفهّم مشاعر أخيك واستوعب سلوكه كونك أكبر سناً منه.
3 - تأكد أنه يتمنى صحبتك لأنك تمثل له القدوة. وتلك المشاعر الطيبة التي يكنّها لك بمثابة مسؤولية ملقاة على عاتقك.
4 - حاور أخاك الصغير وأخبره أنه بمثابة صديق لك ولا بأس أن تصحبه معك في مشاوير معيّنة ترى أنها تناسبه.
5 - حاول ذات مرة إذا خرجت مع رفاقك وشربتم العصير مثلاً، أن تشتري كوباً لأخيك الصغير ليشعر بتقديرك له وأنك تحرص عليه وتفكر به.