على مدى ثلاثين يوماً بدءاً من الثالث عشر من تموز عام 2006 سجَّل رجال الله في سفر التاريخ ملحمةً قلّ نظيرها. كُتبت بأحرف كان مدادها دماء طاهرة تفوح كأريج الحقول في أرجاء مارون الراس وبنت جبيل وعيترون وعيتا الشعب ووادي الحجير، ملحمة اجتمع فيها الكفر كله ضد الإيمان كله، ملحمة بلغت فيها القلوب الحناجر وكان الفصل فيها قول سيد المقاومة، عندما خاطب كل العالم برسالته المعهودة في اليوم الثامن عشر من أيام العدوان "اسعَ سعيك وناصب جهدك فوالله لن تمحو ذكرنا ولن تميت وحينا فما جمعك إلا بدَد ولا أيامك إلا عدد وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون والعاقبة للمتقين".
وها نحن نستقبل شهر تموز لنعيش الذكرى السابعة لحركة العزة والكرامة وما أحلى تلك الذكرى عندما تعانق شهر رمضان، شهر الله الذي أنزل فيه سبحانه وتعالى كتابه الكريم على رسوله الأمين ليكون مناراً في ديجور الظلام، فمن تموز نستوحي العزيمة والرجولة وقوة البأس في محاربة الطغاة، ومن رمضان نستوحي العزيمة في محاربة النفس الأمّارة بالسوء متأملين في عظمة الله وقدرته على استئصال الشرور.
فطوبى للمسلمين عندما يجمعهم تموز ورمضان على طريق الكرامة والإباء وطوبى للمجاهدين الذين روَوا بدمائهم كلَّ شبرٍ من أرض لبنان وهم فعلاً رجال الله الذين بهم انتصرنا.
سالم محمد الشّمري النجفي