ندى بنجك
.. وقف هناك
على كتف الأرض
وحبّات التراب تحمله
اتكأ على جذع زيتونة
وكلّ شجر الجنوب احتشد يظلّله
كان يرقب صباح الأسر في عيتا
مرّ الأبطال على مرمى كفيه
نفض غبار المهمّة
وعاد يهندس انتشار القوافل
ويرتب مواعيد المفاجآت
لحربٍ
أرادوها صدمة
ولكنه الشعلة
والساهر الأبديّ على أمجادنا.
هذا الأسطوريّ قد خبرهم
وأتقن فنوناً في قهرهم وسع الكرة الأرضية
ماذا تبقّى الآن غير صدى ويلاتهم؟!
كل الخراب سراب
ولا شيء سوى أصابعك الخضراء
تفترش الأرض قيامة وكرامة.
جاؤوا بالطائرات
وجاءهم بالعاديات
لقد حسمت المعركة إذاً
النار لا تحرق النور
وكل الدم تسابيح النصر في المعركة
الآن
أودّ أن أخشع أمام حكايتك المتفرّدة بمساءات من قلق..
هل كنت تقلق حقاً في تمّوز ؟
يقول : بلى..
شغلت العالم الواسع
ولم تشغلني سوى عينيه...
يقول له:
"يا سيد".. إني أودّ أن أحميك
اسكن ماء العين أو
شغاف القلب
واعذرني يا أخ عمري
اعذرني من رمشي إن أغلقته
ومن نبضي إن أطلقته
إنّي أخاف عليك
من رمشي
ومن نبضي
أن يؤذيك.
يا أيها الاسم المخلّد
والاسم الممجّد
والدم الزيتونة
ماذا أسمّيك!!
الحلم أم الحقيقة؟
الدليل أم المستحيل؟
الفصول أم المواسم؟
الصيف المقمر؟
المطر المزهر؟
الزرع؟
الحصاد؟
النهر؟
الوهاد؟
أسميك أغلى أسمائنا
عمر أعمارنا
نصر انتصاراتنا
وكلّ حداءات الأرض الجميلة.