إعداد: ديما جمعة
اقلب الصفحة ولا تنظر خلفك.. فالحياة أوسع من مشاعر أَسَرَتْكَ في الماضي وتخال كل يوم أنك تحررت منها فتجد للأسف أنك لا تزال حتى هذه اللحظة ملكاً لها، تفرح حين تذكرها وتتحطم بمجرد إدراكك أنها مجرد ماضٍ وعليك أن تقلب الصفحة ولا تنظر خلفك!
بعض الناس لا ينفكّون يراجعون الماضي، يتزوّدون منه بمشاعر سلبية تجاه قضايا وأشخاص، ويتسلّحون بعدد كبير من العِقد التي تتحول إلى كتلة من الغضب والحقد والكراهية لكل ما هو جميل وشفاف. أولئك الناس مشكلتهم أنهم ببساطة لا يستطيعون أن يقلبوا الصفحة ولا ينظرون خلفهم!
تشرق كل فجر مهما طال الليل واشتد ظلامه، مهما أربكتها الغيوم السوداء وسعد بغيابها ضعاف النفوس والعقول إنما تعاود دوماً الظهور بزخم وقوة، تتسلل أشعتها من خلف الستائر المسدلة وتتحدى القضبان الصدئة: هي الشمس تطالبك أن تكون مثلها، أن لا تلعن الظلام. إنما عليك أن تقلب الصفحة وأن لا تنظر خلفك. أمامك مستقبل ترنو إليه بكل طاقتك، انطلاقاً من تجارب صنعتك، جعلتك أقوى وأمتن، حوّلتك إلى كائن مستقل، ينظر فقط إلى الأمام، ولا يخجل من أن يقلب الصفحة ولا ينظر خلفه!