مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مشاركات القراء: الصلاة على محمد وآل محمد


باسمة مرعي


"الصلاة والسلام على أشرف الأنام محمد وعلى أهل بيته الكرام.." إن الصلاة على محمد وآل محمد من أهم وأفضل الأذكار التي أهداها لنا الله سبحانه وتعالى ووضعها بين أيدينا، ففيها تحقيق الكمال وتيسير الأمور العظام… وقد كثرت الروايات وتواترت الأحاديث في فضل الصلاة على محمد وآل محمد وأهميتها وفضلها والثواب عليها. وبانت هذه الأهمية من خلال الآية الشريفة: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً (الأحزاب: 23).

* معنى الصلاة على محمد وآل محمد
عن الإمام الكاظم عليه السلام لما سئل عن معنى صلاة الله وملائكته والمؤمنين قال عليه السلام: "صلاة الله رحمةٌ من الله، وصلاة الملائكة تزكيةٌ منهم له، وصلاة المؤمنين دعاءٌ منهم له..." (1). فالصلاة هي الدعاء والتبريك والتمجيد والتزكية
ـ تكمن أهمية الدلالة أيضاً في الآية المباركة في أنها جاءت في مقام إصدار الأمر عن الله عزّ وجلّ للمؤمنين بالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله. وعن الإمام الصادق عليه السلام - عندما سئل عن تفسير الآية -أنه قال: "الصلاة عليه والتسليم له في كل شيء جاء به" (2). فالحديث يدل على أن للصلاة معنى الطاعة أيضاً، إذ يجب على المؤمنين أن يأتمروا بأمر الرسول صلى الله عليه وآله وينتهوا عما نهاهم عنه.

* فلسفة الصلاة
أما فلسفة الصلاة على محمد وآل محمد فهي أن المصلّي جعل محمداً وآل محمد وسيلةً للتقرب إلى الله تعالى، وقدمهم بين يدي حاجاته، وطلب الرحمة من الباري عبرهم وخلالهم. وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام: "بالصلاة تنالون الرحمة فأكثروا من الصلاة على نبيكم وآله" (3). فهم واسطة الخير والرحمة وبهم يُقبل الدعاء... وعن رسول الله صلى الله عليه وآله: "ما من دعاء إلا وبينه وبين السماء حجاب حتى يُصلّى على محمد وآل محمد" (4). وقد أعطانا القرآن الكريم أمثلة على هذه الواسطة، منها: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ (البقرة: 27). سأله آدم عليه السلام بحق محمدٍ وعليٍ وفاطمةَ والحسنِ والحسين" كما جاء عن الرسول صلى الله عليه وآله (5). وأما الأحاديث الواردة فلم تأتِ خالية من ذكر آل محمد عليه السلام، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: "قولوا اللهم صلِّ على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمدٍ وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد" (6).

* هي دعوةٌ من الله
فقد دُعِيَ المؤمنون إلى الصلاة كما مرّ في الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً (الأحزاب: 23). لذا ينبغي أن لا نكون من الغافلين عن ذكر الصلاة على محمد وآل محمد، عسى أن ينالنا بعض من بركاتها بأن نكون ممن ينالهم شرف هذه الرحمة. وللصلاة على محمد وآل محمد فوائد دنيوية وأخروية، عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: "من قال في يوم مائة مرة: "ربِّ صلِّ على محمد وآل بيته" قضى الله له مائة حاجة ثلاثون منها للدنيا وسبعون للآخرة" (7).

ولاستحباب الصلاة عليهم أوقات، كليالي شهر رمضان وأيامه ويومي الخميس والجمعة وليلة الجمعة حين تضاعف الأعمال. ووردت خصوصية يوم السابع والعشرين من رجب (يوم المبعث) وفي عيد الغدير، وفي أماكن مثل البيت الحرام وعند السعي بين الصفا والمروى وعند باب الكعبة أعزّها الله، وعند دخول المسجد الحرام، وفي حالات كثيرة جداً مثل: عند الشدائد والنسيان ولقضاء الحاجات والديون وبعد شم الرياحين والورد وفي الوضوء بعد صلاة الوحشة للميت وبعد الصلاة وصلاة النوافل في التعقيبات وقبل الدعاء وبعده وعند ذكر الأنبياء صلى الله عليه وآله... فقد دعينا إلى ذكرهم صلوات الله عليهم في كل زمان ومكان.

وعن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: "أتاني جبريل ببشارة من ربي فقال: إن الله عزّ وجلّ بعثني إليك أبشرك أنه ليس أحد من أمتك يصلي عليك صلاة إلا صلّى الله وملائكته عليه عشراً" (8). نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى ذكر الصلوات وأن يرزقنا خيرها في الدنيا والآخرة إنه سميع مجيب.


(1) ثواب الأعمال، الشيخ الصدوق، ص 156.
(2) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 2، ص 204.
(3) الأمالي، الشيخ الصدوق، ص 399.
(4) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 27، ص 258.
(5) الكافي، الشيخ الكليني، ج 8، ص 305.
(6) بحار الأنوار، ج 91، ص 86.
(7) ثواب الأعمال، الشيخ الصدوق، ص 158.
(8) كنز العمال، المتقي الهندي، ج 1، ص 50.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع