أشرقَ القمرُ على رابيةٍ حمراءَ
فأنارَ أنهارَ الشمسِ والغصنِ النَحيلْ
أفاقَ على صرخةِ ليث
توارى في طيّاتِهِ سفحٌ جميلْ
وأشتعلَ قلبُهُ فرحاً وزهواً
وفي قنديله النورُ يَقيلْ
حتى إذا هبَّت عاصفةٌ
تَبَعْثَرَ الجرحُ على رُمح جليلْ
وكَأَنَّ بالمَلاك المُبَجَّلُ يَنعاهُ
يَزجُرُهُ في كَنَفِ الأهوالِ نَزيلْ
يَستَفتِحُ بِهِ مُباهَلَةً تَشَعَّبَت
في شَراينيها إنَّما الصبرُ جميلْ
فَتَسلَّمَ الفُرقان وفي يَده
نورُ الهداية يَرعاهُ فَيَميلْ
وإذ أنَّ عَينَيهِ تَتَألَّفُ بها حلمٌ
يَستَرجِعُ الزمنَ الماضي الطويلْ
وكَأَنَّ لوحةً جميلةً مرَّت
تَأبى أبَداً أن يَسطَعَ العَويلْ
وعلى لسانِ حَالِها زَغاريدَ نصرٍ
وعلى امتداد صَوتها الشُكرُ الجَزيلْ
رزان هادي شور