د. بسام الصايغ*
* الأكزيما
هي حالة التهابٍ حادٍ يصيب السّطح الخارجي للجلد. وتتسبب الأكزيما في حدوث احمرار،
تضخّم في الجلد، وتسرّب للسائل الموجود داخله، ناهيك عن حالةٍ من الحكاك الجلدي
الشديد التي تخلّف آثاراً سيئةً جداً لدى المصاب. أما أنواع الأكزيما فعديدة، ومنها
ما يصيب فقط مناطق محددة في الجسم. وتتأثر الأكزيما بالعديد من الأسباب منها خارجية
وأخرى داخلية.
* الأسباب الخارجية
وهي ناجمة عن التّعرُّض لعدة عوامل، بعضها يتعلق بالغذاء من جرّاء تناول بعض
الأطعمة والتحسُّس منها، وبعضها يتعلق بالدّواء أو بالتعرض لأشعة الشمس، وقد يترافق
ظهور الأكزيما مع ارتداء بعض الملابس أو استعمال بعض مستحضرات التجميل أو العطور.
الأسباب الداخلية
وهي تشمل الاستعداد الوراثي، حيث تبيّن في دراسة بريطانية عن دور أحد المورّثات
البشرية – الجينات الفيلاغرين (1) - وجود نسخ متحورة من هذا الجين عند الأطفال
الذين يعانون من حسّاسية الجلد والأكزيما، فتنتقل من جيلٍ إلى جيلٍ في العائلة
الواحدة، وتترواح درجته ما بين بسيطٍ إلى متوسطٍ إلى شديدٍ، حيث تمتد لتصل إلى
مرحلة ما بعد البلوغ. أما بالنسبة لمدى شيوع المرض، فيمكن القول إنه في حال إصابة
أحد الوالدين بحساسية وراثية هناك احتمال أقلّه إصابة 60 % من الأولاد بحساسية
متنوعة. أما في حال إصابة كلا الوالدين فالاحتمال يرتفع إلى نسبة 80 %.
* من تصيب الأكزيما؟ ولماذا؟
إن أكثر الفئات العمرية عرضةً للإصابة بالأكزيما هم:
- الأطفال، بسبب ضعف جهاز المناعة.
- المسنون، بسبب نقص الطبقة الدهنية.
- النساء بعد سن اليأس، بسبب تغيّرات هرمونية ونفسية.
* الوقاية من التهاب الجلد
كلما تقدّم الإنسان بالعمر، كلما ازدادت احتمالات الإصابة بالتهيج الجلدي. واتباع
بعض النصائح يعينك على التعايش مع مرض الالتهاب الجلدي والتخفيف من أسباب تفاقمه:
- حدّد مهيّجات جلدك وتجنّبها. وربما يجري لك طبيبك اختبار الرقعة إذا شك في أنواع
من الحساسية قد تصيبك.
- استحمّ تحت الدشّ لفترة قصيرة بدلاً من البانيو وتجنّب الماء الشديد السخونة.
- استعمل الصابون ذا المحتوى العالي من الدهون أو الجلسرين، أو استعمل بدائل
الصابون.
- ضع مرطِّباً غنياً على جلدك وهو لا يزال رطباً.
- تجنّب المنتجات المضاف إليها عطور أو الصبغات التي قد تسبب حساسية.
* استمرار المرض
قد يتعرض المصاب إلى مخاطر عديدة في حال استمر المرض لفترات طويلة، منها مخاطر "نفسية"
كالاكتئاب، تدني احترام الذات، صعوبة التعامل في الدراسة أو العمل. وقد يكون المصاب
عرضةً لمخاطر "مرضية" مثل: الإصابة بالهربس, أو فطريات الجلد. وقد يعاني بعض
الأطفال من اشتداد مرض الربو والتهاب الأنف.
* حسّاسية الجلد
تعرّف الحسّاسية بشكل عام بأنها تفاعل الجسم أو أحد أعضائه مع مؤثر خارجي تفاعلاً
غيرَ طبيعيٍّ ينتج عنه مجموعة من الأعراض والعلامات، مثل الحكة، الاحمرار والطفح
الجلدي. وفي موضوعنا هذا سيتمّ التّحدّث بشكلٍ مفصّلٍ عن أنواع حسّاسية الجلد وطرق
علاجها والوقاية منها.
* أسباب الحسّاسية الجلدية
حتى الآن لم يستطع العلم أن يضع جواباً شافياً حول الأشخاص الذين هم عرضةً للتحسس
من بعض المواد والمؤثرات والتي ينتج عنها أمراض الحساسية المعروفة، بينما لا تؤثر
تلك المواد على غيرهم من الناس. إلا أن العلماء وضعوا نظريات حول العوامل المساعدة
على ظهور أمراض الحساسية. ومن هذه النظريات والعوامل الآتي:
1- إن أمراض الحساسية تزيد عند الأشخاص الأكثر عرضةً للمواد الكيميائية والصناعية (الذين
يعملون في المصانع أو الذين يعيشون في أماكن يزداد فيها التلوث والغازات).
2- هناك عامل وراثي وعائلي في ظهور أمراض الحسّاسية، بحيث يزداد ظهورها عند الأشخاص
الذين لديهم تاريخ عائلي في وجود هذه الأمراض بين أفراد عائلتهم وأقاربهم.
3- أما أهم الأسباب التي تؤدي إلى حساسية الجلد فقد تنشأ عن تفاعلات العقاقير
الأرجية (Allergic drug reaction). فقد يتحسس الشخص من نوع من أنواع الأدوية سواء
أكانت هذه الأدوية على شكل عقاقير أم كريمات أو دهانات أو شراب أو حقن وريدية أو
عضلية.
4- أسباب غذائية.
* ما هي أنواع حسّاسية الجلد؟
نستطيع أن نقسّم حسّاسية الجلد والأمراض المشابهة لها إلى ثلاثة أنواع:
1- حساسية الجلد الحادة Acute allergy وهي طفح جلدي يترافق مع حكاك شديد يظهر بعد
تناول الشخص للبيض مثلاً أو استخدامه لنوع من الكريمات أو الصبغات أو الحساسية
للأدوية.
2 - حساسية الجلد المزمنة - الأكزيما eczema.
قد يساعد في ظهورها التعرض لبعض المؤثرات الخارجية والداخلية، وقد تظهر دون وجود
سبب أو مؤثر معروف.
3- التهاب الجلد الاحتكاكي contact dermatitis وسببها تعرض الجلد لمادة مهيجة للجلد،
مثل الصابون والإسمنت والمواد الكيميائية وقد تحصل لأي شخص إلا أن أعراضها تكون
أكثر بروزاً وظهوراً عند الأشخاص الأكثر حساسية لهذه المواد.
* الوقاية حسب الحالة المرضية
على الطبيب المعالج أن يسأل مريضه إذا كان يتحسس من موادَّ أو أدويةٍ معينةٍ من
خلال تجارب المريض السابقة مع هذه الأدوية. على المريض قبل أن يقوم باستخدام مرهم
أو كريم دوائي أو غير دوائي مثل، كريمات التجميل، أن يقوم أولاً بوضع كمية بسيطة من
هذا الكريم على جلده، ثم ينتظر لنصف ساعة ليرى إذا كان هذا الكريم أو المرهم سيؤدي
إلى ظهور حسّاسية على الجلد أو لا. يجب ألا يتم إعطاء أدوية عبر الوريد أو العضل
إلا من قبل طبيبٍ أو فني تمريض. وفي حالة إعطاء أدويةً مثل البنسلين أو مضادات
التسمم، يجب أن يكون ذلك في المستشفى أو المركز الصحي الذي توجد فيه الإمكانيات
اللازمة لمعالجة حالات الصدمة التحسسية.
* العلاج حسب الحالة المرضية
أ - يتم علاج حساسية الجلد الناتجة عن الأدوية بالآتي:
- التوقف فوراً عن أخذ الدواء المسبًب للحساسية الجلدية.
- إعطاء مضادات الحساسية سواء أكان عبر الفم أم الوريد حسب حدة وشدة الحالة.
- إذا كانت حساسية الجلد شديدة، تُعطى للمريض أيضاً مركبات الاسترويد، مثل
الهيدروكورتيزون.
- في حالات حساسية الجلد الموضعية البسيطة، تُعطى كريمات ومراهم مضادة للحساسية.
- في حالة ظهور أعراض الحساسية المفرطة، مثل طفح جلدي في الجسم كله وهبوط في الدورة
الدموية، فإنه يتم نقل المريض فوراً إلى قسم الطوارئ بالمستشفى.
ب - الحساسية الناتجة عن تناول أغذية معينة
يتحسس بعض الأشخاص من أنواع معينة من الأطعمة كالبيض والسمك والمكسَّرات كاللوز
وبعض الفواكه كالموز، وتكون الأعراض ما بين حكة بسيطة في الجلد أو ظهور طفح جلدي.
وتتم المعالجة بالتوقف عن تناوُل هذا النوع من الأطعمة وإعطاء الشخص المتحسس عقاقير
مضادات الحساسية.
* نصائح وإرشادات للأطفال
تبين علمياً أن الأطفال الذين تناولوا الحليب بالرضاعة الطبيعية أقل عرضةً لأمراض
الحساسية من الأطفال الذين لم يرضعوا رضاعة طبيعية. وأن الأطفال الذين تناولوا موادّ
غذائية، مثل الموز وبياض البيض وحليب البقر في الأشهر ما بين الرابع والثامن من
أعمارهم تزيد عندهم أمراض الحساسية. لذلك يوجد هناك نظام علمي صحي لكيفية فطام
الأطفال، يعتمد أولاً على أن لا يتم إدخال مواد غذائية أخرى مع حليب الأم قبل أن
يتجاوز الطفل الشهر الرابع من عمره، ثم بعد ذلك يتم إدخال المواد الغذائية الأخرى
بشكل تدريجي لكلّ نوع من الغذاء في الوقت المناسب. فمثلاً يتم إدخال اللحم وصفار
البيض والسمك بعد بلوغ الطفل الشهر الثامن، أما بياض البيض وحليب البقر والموز فيتم
إدخالها بعد بلوغ الطفل عمر السنة. أمّا المواد الغذائية، مثل الأرز والبطاطس
والسريلاك والخضراوات والفواكه، فيتم البدء بها بعد بلوغ الطفل الشهر الرابع من
عمره على أن يتم إدخال هذه الأغذية بشكلٍ تدريجي. ومن الأفضل للأم المرضعة التي
تعاني من الحساسية من بعض المأكولات تجنب هذه المأكولات حتى لا تصل عصارتها عبر
حليبها إلى الطفل.
(* ) مختص بالأمراض الجلدية والزهرية، تجميل.
(1) وهي جينات مسؤولة عن المحافظة على وظيفة الجلد كحاجز بيولوجي يوفّر الحماية
للجسم مما تعرض له.