لولا الحسين، لكنا حروفاً منسيةً على هوامشِ دفاتر مرمية في أدراج النسيان، حروفاً
من دون نقاط لا تُقرأ، ولا تُلفظ، مجهولة النسب والزمان والمكان.
لولاك سيدي يا أبا عبد الله، لكنّا نحيا في سراديب الذل والهوان مطأطئي الرؤوس،
أذلاء النفوس، نُساقُ كالخرفان.
لولاك كربلاء، لكنّا أشباه رجالٍ ونساء، نباع ونُشرى ولا تُقام لنا الأوزان.
لكن شُعلةَ الشهادة الّتي بزغت من دم الحسين عليه السلام في كربلاء، أنارت دروب كلّ
الأحرار الشرفاء.
أحرار مقاومون، هم فئة من أمّة تزوّدت بثورة الحسين عليه السلام وأقسمت على أن لا
تلين، ولا تهادن ولا تنحني أمام المستكبرين والمفسدين.
هم رجال المقاومة الأبرار، الّذين أذلوا جيش بني صهيون وجعلوه يتشحُ بوشاح العار.
في زمن زعماء عَربٍ هادنوا وسالموا الشرّ المطلق وانقادوا لأوامر شيطانٍ أكبر قادمٍ
من خلف البحار.
ففي وطني أحرار كبار، رجال حسينيون ينتظرون، والقدس في الانتظار، رجالٌ من أمةٍ كلّ
ما لديها من عاشوراء
سليم نصّار