مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

الصحة والحياة: المعدة بيت الداء

  د. محمود حلال*



تعتبر المعدة أشد الأعضاء تأثراً بالمؤثِّرات الخارجية فهي دائماً بيت الداء، بيتٌ كثيرة هي الأمراض التي تصيبه. فما هي أكثر هذه الأمراض شيوعاً وما هي سبل الوقاية والعلاج؟  يمكننا أن نحدد أكثر أمراض المعدة شيوعاً بالأمراض التالية:

1-إلتهاب المعدة
إنَّ أبرز أسباب الإصابة بالتهاب المعدة: ازدياد إفراز الأسيد في المعدة, عامل الوراثة , وجود بكتيريا في المعدة تسمى helicobacterبالإضافة إلى تناول الأدوية المهدِّئة والمسكِّنة والمعروفة بـNsaids ؛ وتنحصر عوارض هذا المرض بالشعور بالحرقة، وعسر الهضم (الشعور بالتخمة فوراً بعد الأكل) والشعور بالغثيان. أما بالانتقال إلى العلاج فالخطوة الأولى تكمن كما في علاج كافة الأمراض، بتجنّب المسبِّبات يتبعها لاحقاً إعطاء الأدوية المضادة لأسيد المعدة (omeprazol) وبعض أدوية الالتهاب لعلاج البكتريا في حال وجودها. وإلى جانب العلاج يجب الاهتمام بالوقاية عن طريق تنظيم الأكل كماً ونوعاً وتجنّب المشروبات الغازية (تحتوي على مواد تؤدي إلى الإدمان عليها) والمواد الحافظة وخصوصاً البطاطا تشيبس والكاتشاب والمعلبات التي تحتوي على التوابل.

2-القرحة
هناك بعض الأشياء المشتركة بين القرحة والتهاب المعدة. والقرحة كتعريف هي تآكل أو فقدان جزء من بطانة المعدة أي الجزء المخاطي المبطن للمعدة او الإنثي عشر. وهناك عدَّة أسباب أهمها: الاستعداد الوراثيّ للقرحة, العامل النفسيّ أو الضغط العصبيّ والذي يؤدِّي إلى إفراز هرمونات وأنزيمات تزيد من إفراز حامض المعدة وبالتالي القرحة، النظام الغذائي كالبقاء بلا طعام كما يحدث في السجون والمعتقلات أو حالات اتباع حمية قاسية ترهق المعدة وتؤدي إلى ضعف في جدار المعدة والأمعاء.

هذا بالإضافة إلى كثرة تناول الأدوية خاصة الأدوية التي تحتوي على مركَّبات أسيد salicylates ووجود بكتيريا تدعى helicobacter كما الحال في التهاب المعدة. وأعراض القرحة تتفاوت عند المرضى المصابين بها بين الحرقة والحموضة إلى آلام شديدة في أعلى البطن أو نزيف في المعدة (تقيؤ دم). وبصورة عامة فإنَّ أوجاع القرحة تتميَّز بالشدَّة وقد توقظ المريض ليلاً أو في ساعات الفجر الأولى، وهي متكررة تزول عند تناول مضادات الحموضة أو الطعام أو شراب الحليب، لذلك نلاحظ أنَّ المصابين بالقرحة وخاصة الإثني عشر لا يتحمَّلون الجوع ويتناولون عدَّة وجبات يومية ما يؤدِّي إلى الزيادة في الوزن على العكس من المرضى المصابين بتقرّح في المعدة فيكون أكثر أعراضهم التقيؤ والتخمة قبل الأكل ما يؤدِّي الى نقصان في الوزن. والعلاج يكون عن طريق الأدوية المضادة للحموضة , المانعة لإفراز الحامض المعدي، والمزيلة للالتهابات في حال وجود التهاب بكتيري.

أما العلاج الجراحي فلا يستعمل إلا في حال وجود مضاعفات القرحة المتمثِّلة في: النزيف (تقيؤ دم أحمر أو أسود)، تغير لون البراز إلى لون الزفت الأسود وأخيراً انفجار أو انثقاب القرحة. أمّا الوقاية من القرحة فتكون بإزالة العوامل المسبِّبة, امتناع المريض عن التدخين مع العلم أنَّ التدخين لا يسبِّب القرحة إلا أنّه يمنع من شفاء المريض. ولا ننسى المنبِّهات التي تزيد من أعراض القرحة، وهذا ما ينطبق على بعض المأكولات كالبهارات والتوابل.

3-إرتداد المريء
يعتبر فتق الحجاب الحاجز السبب المسؤول عن الإصابة بهذا المرض. كما يعتبر البدينون والحوامل والرياضيون الممارسون لرفع الأثقال أكثر عرضة للإصابة بهذا الفتق. وهنا نقول إنه لا فرق بين علاج القرحة وعلاج ارتداد المريء ويجمع بينهما عارض الشعور بالحرقة والحموضة. أمَّا باقي عوارض ارتداد المريء فهي: ارتداد الأكل, السعال, التهاب الحنجرة، حساسية الربو، وجع في الصدر، تسوس الأسنان (بسبب ارتجاع الأسيد). وبالعودة إلى العلاج فبالإضافة إلى ما ذكرت يجب على المريض عدم الأكل مباشرة قبل النوم ورفع مقدمة السرير من 10 إلى 15 درجة. والتدخّل الجراحي لا يتم إلا في أسوأ حالات المرض.

4-توتّر القولون العصبي
النفخة هي أحد عوارض توتر القولون العصبي وليست مرضاً غير عضوي. والنساء معرَّضات للإصابة به أكثر من الرجال. وهذه تفاصيل العوارض والعلاج:

-النفخة
وهي شعور بالانتفاخ أو كبر حجم البطن والشعور بوجود غازات مزعجة. ويتم التخلص من النفخة عن طريق إخراج الهواء إما عبر الفم أو المخرج أو استخدام بعض الأودية المهدئة ومراقبة الأطعمة المسببة للنفخة حتّى يعمل على تجنبها.

-التخمة
وهي شعور بالامتلاء بعد الأكل فوراً. والتخمة تنتج أيضاً عن التهاب المرارة والبنكرياس كما تنتج عن ضعف في عملية الهضم، وعلاجها كعلاج النفخة.

-الإمساك
وهو التبرز أقل من مرة خلال ثلاثة أيام أو البطء في عملية دفع بقايا الطعام أو البراز الصلب. وينتج الإمساك عن عدم الانتظام في تلبية المنعكس الغائطي وكثرة استخدام المسهلات بالإضافة إلى الخلل في عمل بعض الغدد ويكمن العلاج في ترويض الأمعاء على الحركة الرياضية صباح كل يوم وتلبية المنعكس الغائطي في وقته وتناول وجبات غنيّة بالخضار والفاكهة.  ولتجنب كل هذه المشاكل الهضمية يجب الاهتمام بالنقاط التالية:
.الإكثار من تناول الألياف.
.الإكثار من شرب السوائل (ليتر يومياً على الأقل).
.القيام بالتمارين الرياضية والحركة اليومية.
.تنظيم وجبات الطعام كماً ونوعاً.
.عدم الإفراط في استعمال المليِّنات والمسهِّلات.
.الحرص على تجنّب الانفعال والتوتر.
.الاعتماد على الأكل الطبيعي والابتعاد عن المعلَّبات والمشروبات الغازية.
.الإكثار من تناول الخضراوات والاهتمام بنظافتها.
.تجنب تناول الأدوية قبل تناول الطعام.
.استشارة الطبيب في الوقت المناسب لتجنّب المضاعفات والسيطرة على المرض قبل فوات الأوان.


(*) أخصائي في أمراض الجهاز الهضمي والأمراض الداخلية.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع