فإذا الزمان غفا
بقيَ الزمانُ عُصورَ شوقٍ يسهرُ
فإذا الزمانُ غفا لروعةِ ليلةٍ
هي ليلةٌ فيها تهادى بدرُها
فالشمسُ نادت من وراءِ مَغيبِها
والبحرُ عِطرٌ فاحَ من أعماقِهِ
وكواكبُ في الكونِ تاهت حسرةً
والكونُ رشَّ النُورَ مع قطرِ الندى
والوردُ عِقاً فاح منهُ أريجُهُ
والطيرُ طار إلى النُجُوم مغرِّداً
يا بن البتُولِ متى تجفِّفُ أدمُعاً
ومتى تُبَلسمُ بالحنان لمن بكوا
فلقد بكت من شوقها أعماقُنا
يا صاحب العصرُ القُلُوبُ لِفَقدِكُم
مولاي لولاكُم شُعوبٌ مَلَّها
قمرٌ بليل إنَّكُم لغيابِهِ
أملٌ لكلِّ ملوَّعٍ أنتُم أيا
أُنساً بها مُقَلُ العيونِ تسهرُ
محمد علي درويش