هذه القصيدة مهداة إلى روح الشهيد المجاهد الأخ الحاج رضوان قاسم حجازي (أبو
محمد)
شاكٍ لهجرك يا أخي رضوانُ
والحزن في قلبي له طوفانُ
لم أدرِ أنَك سوف ترحل مسرعاً
في القدر تعبر، والهوى الرحمنُ
كلُ الجموع هنا بكت محبوبَها
يوم الوداع كأنما بركانُ
حزني على فلذات قلبك يا أخي
أمسوا يتامى فانحنى البنيانُ
كانوا يودّون اللقاء مجدداً
بأبٍ عطوفٍ كلُّه تحنانُ
يتشوّقون لبسمةٍ من ثغره
ولقُبلةٍ في دفئها اطمئنانُ
فإذا برِزءِ الموت يخطف حلمهم
من عمرهم فتخيِّمُ الأحزانُ
لا تحزني زهراء، لا يا فاطمٌ
دمّ الشهيد على المدى قربانُ
واعبر محمد للحياة وعزّها
لا ضير لو تترجّل الفرسانُ
واحبس مدامعك السخينة قاسمٌ
فأبوك في عليائه يزدانُ
طوبى مؤسسة الشهيد بفارسٍ
فيه تفاخر بالفدا الميدانُ
فخراً لها في كافل، في فاضل
هو للتواضع والتقى عنوانُ
للخير نبعٌ أرْيحيٌّ دافقٌ
للنور أفق جبينه مرجانُ
نال الشهادة كالحسين بكربلا
نبراس عزٍّ قد غدا رضوانُ
وهو الذي ما كَلَّ يوماً جوده
وجهاده والفضل والإحسانُ
عاش اليتامى في حنانٍ دائمٍ
وعلى أمان قد غفت أجفانُ
وتعاهدوا أن يكملوا مشواره
كمقاومين سلاحهم إيمانُ
وعلى خطوط النار خيبر بأسهم
والرعد والزلزال والنيرانُ
فاهنأ بعرسك، قُرّ عيناً يا أخي
نَعِمَتْ بك الرضوانُ يا رضوانُ
حسين بحسون