أقامت وحدة الدراسات والمتون الثقافية في حزب الله مؤتمراً
تحت عنوان "الخطاب الثقافي الإسلامي الموجه للناشئة" برعاية وحضور رئيس المجلس
التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين، والعديد من العلماء والأساتذة
والفاعليات التربوية والثقافية والإعلامية، وذلك في قاعة جمعية المعارف الإسلامية
الثقافية.
تمحور المؤتمر ضمن محاور ثلاثة:
المحول الأول تحت عنوان الناشئة في المنظار التربوي والواقعي.
المحور الثاني تحت عنوان قراءة في مضمون الخطاب الإسلامي الموجه للناشئة.
المحور الثالث تحت عنوان أساليب الخطاب الإسلامي الموجه للناشئة.
افتُتح المؤتمر بكلمة وحدة الدراسات والمتون ألقاها الدكتور غسان طه.
* كلمة السيد صفي الدين
ثم ألقى السيد هاشم صفي الدين كلمة تحت عنوان: "خطاب الناشئة: الأهداف، المضمون
والسياسات". إعتبر السيد صفي الدين خلال كلمته أن الهدف الأسمى إيصال الناشئة إلى
الإيمان بالغيب وبالله تعالى وإقامة العلاقة معه سبحانه، لذا، لا بد من التركيز في
الخطاب على التوحيد الذي هو بداية المعرفة. مؤكداً أن معرفة النفس وتهذيبها هي من
المسائل الهامة التي يجب أن نضع الناشئة أمامها، فللنفس نوازع لا بد للناشىء من
معرفتها ليستطيع التحصن ذاتياً بالتزكية، لذا لا بد له من معرفة الهدف، معرفة
التقوى، ومعرفة نوازع النفس وطرق تزكيتها. أما فيما يتعلق بسياسات الخطاب الثقافي،
فلخّصها سماحته في تسع نقاط، منها: إعطاء الأهمية لأسئلة الناشىء الحائرة، أن يكون
الخطاب متسلسلاً، سهلاً، مختصراً ما أمكن، وأن يكون المدخل لأي فكرة العاطفة لا
الحس كما أكد على أن لا بد للقصة من أن تكون جزءاً حيوياً من أي خطاب. ولا بد كما
اعتبر سماحته من التنويع في الأساليب والتجديد بها.
* الناشئة في المنظار التربوي والواقعي:
ثم بدأ المؤتمر في المحور الأول، وقدّم المداخلة الأولى الأستاذ توفيق سلوم وكانت
تحت عنوان "الناشئة، تعريفها، صفاتها، حاجاتها من وجهة علم النفس". المداخلة
الثانية كانت للدكتور "طلال عتريسي" وهي تحت عنوان "واقع الناشئة في المجتمع".
ضمن المحور الأول أيضاً كانت مداخلة للحاجة أميرة برغل تحت عنوان "العوامل المؤثرة
في الناشئة".
* قراءة في مضمون الخطاب الإسلامي الموجّه إلى الناشئة:
في المحور الثاني، كانت المداخلة الأولى للدكتور محمد رضا فضل الله تحت عنوان "قراءة
في أصول الخطاب الثقافي الإسلامي الموجه للناشئة ومكوناته". وفي نفس المحور، كانت
مداخلة للأستاذة زينب شريم تحت عنوان "قراءة في واقع مضمون الخطاب الإسلامي الموجه
للناشئة" (عرض وتقييم للتجربة). أما المداخلة الثالثة، فكانت للأستاذ غالب العلي
الذي تحدث بإسهاب عن تجربة كشافة الإمام المهدي عجل الله فرجه مع الخطاب الموجه
للناشئة تحت عنوان "نعدّهم للحياتين".
* أساليب الخطاب الإسلامي الموجّه إلى الناشئة:
في المحور الثالث، تحدث في المداخلة الأولى الشيخ مصطفى قصير المدير العام للمؤسسة
الإسلامية للتربية والتعليم مدارس المهدي عن "الأسلوب الأنجح لخطاب الناشئة:
الأسلوب الكتبي". المداخلة الثانية كانت للدكتور يوسف ملك وعنوانها "الأسلوب الأنجح
لخطاب الناشئة من خلال الوسائل السمعية والبصرية". المداخلة الثالثة قدمها الشيخ
علي سنان تحت عنوان "إطلالة على واقع الأساليب المعتمدة في خطاب الناشئة".
* البيان الختامي للمؤتمر
أما البيان الختامي، فذكر عدة مقترحات تتعلق بـ"دور المؤسسات الرديفة للمدرسة
والمساندة لها"، مثل إنشاء مراكز للأبحاث التربوية على أساس إسلامي، تأمين مراكز
تساعد الأهل على توفير النجاح لأولادهم المتعثرين دراسياً، تكثيف البرامج الإعلامية
المساهمة في التأثير على مسلكيات الناشئة عبر المحاكاة. ولفت البيان إلى أن مضمون
الخطاب الإسلامي لا بد وأن يخضع لحاجات أساسية، منها تحديد المرجعية الفكرية
والسياسية للخطاب ومكوناته. كذلك لحاجات تلحظها الشريعة وللحاجات التربوية الخاصة
التي تستلزم التصويب والعلاج. ولفت إلى تجديد المناهج والمقررات بما يتوافق مع
حاجات الجيل ويستجيب للتحديات. أما في وسائل الخطاب الثقافي، فذكر البيان أنه لا بد
من مواكبة متغيرات العصر والاستفادة من الوسائل الحديثة القادرة على التأثير،
كالقصة، والرسوم المتحركة، الأفلام الروائية، الكتاب المدرسي، المسرح، الألعاب
الالكترونية، النوادي، الرحلات... وركّز البيان على ضرورة اتصاف المحاور بعدة خصائص
هامة كي يكون مؤثراً ومقنعاً.