نزل الأمين من السماوات العلى
نحو النبيّ بأمر ربّه مقبلا
قُم فيهم فوراً وبلّغ أمره
إن لم تنبّئهم فلستَ بمرسلا
أمرٌ له كلّ العروش تزلزلت
وبه تكون للرسالة مكملا
والله يعصمك وذلك فضله
نصاً صريحاً في الكتاب منزّلا
وبقرب ماء الخمّ صاح نبيّنا
داعي الإله أتى بصوت قد علا
نصبوا له فوق الحجارة منبراً
وتجمّعوا في الحرّ حوله ذهّلا
بدأ الرسول بالثناء مبادرا
ثمّ توجه للجموع مسائلا
عمرٌ مضى فيه أبلّغ وحيه
هلّا سمعتم من كلامي باطلا
نادوا جميعاً مادحين لصدقه
عمّ السكوت بعدها كي يكملا
أَوَلستُ أولى فيكم من نفسكم
صاحوا جميعاً وكان صوتهم بلى
هلّا حضرت يا علي لجانبي
لبّى سريعاً صخر منبره اعتلى
رفع يديه وقد بدا متبسّما
كالشمس تزهو قرب بدر كاملا
مَن كنتُ مولاه فهذا وليّه
مني اسمعوها وانشروها في الملا
يا ربّنا عادِ عِداه جميعهم
واخذلهم إنْ كانوا يوماً خذّلا
وانصر بنصرك من أقرّ بفضله
مَن غيره أمسى لعمروٍ قاتلا
مَن غيره أضحى لخيبر فاتحاً
مَن غيره قد نام يرتقب البلا
مَن غيره مَن غيره مَن غيره
في حبّك قد أفنى عمراً كاملا
والحقّ يعدو حوله متباهياً
ما كان يوماً عن جواره مائلا
أُنهي بذلك خطبتي ووصيّتي
الآن صرت للرسالة مكمّلا
محمّد جمال شنُّو