مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

نحو فقه واعٍ: أهل الكتاب



لما كانت الفتاوى الفقهية لدى الفقهاء، مجهولة المدارك والاستدلالات بالنسبة للعوام، كان لا بد من طريقة نحاول من خلالها فهم روح الأحكام الشرعية ومبانيها الفقهية. لذلك، كانت هذه المحاولة المتواضعة نحو فقه واعٍ.

* أهل الكتاب واحد من التعابير التي ذكرها الفقهاء في رسائلهم الفقهية واستفتاءاتهم الشرعية فهل هذا التعبير مجرد اصطلاح فقهي، ومن المقصود بهذا التعبير؟
- المقصود بأهل الكتاب الأمم السابقة التي كان لها كتاب سماوي كالنصارى حيث لهم الإنجيل، واليهود حيث لهم التوراة، وربما لحق بهما المجوس والصابئة أما عن تسمية تلك الطوائف البشرية بأهل الكتاب فإن للقرآن الكريم السبق في هذا المجال حيث ورد في بعض الآيات مثل هذا التعبير قال تعالى: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ.

* إنني وبعد انقطاع البول أقوم بالاستبراء، ولكن بعد ذلك يخرج سائل له رائحة المني، فأرجو التفضل ببيان حكمي بالنسبة للصلاة؟
- إذا لم تتيقن بالمني، ولم تصاحبه العلائم الشرعية لخروج المني، فهو طاهر، وليس حكمه حكم المني. السيد القائد

* على هذا لا نستطيع القول أن كل من ليس بمسلم هو من أهل الكتاب؟
- هذا صحيح، فإن غير المسلمين فيهم أهل كتاب وفيهم غير ذلك.

* ما دام الحديث هو عن أهل الكتاب فهل بالإمكان توضيح الخلاف الفقهي حول الحكم بطهاراتهم؟
- قبل الإجابة عن هذا السؤال ينبغي توضيح أمر وهو أن الطهارة والنجاسة في التعبير الفقهي لا يقصد بهما المعنى اللغوي أي - القذارة والنظافة - وإنما يقصد بهما معنى شرعياً يترتب عليه آثار شرعية فإذا اتضح هذا نقول أن الخلاف بين العلماء حول الحكم بطهارة أهل الكتاب وعدمها نشأ من وجود روايات يدل بعضها على طهارتهم بشكل صريح ويظهر من بعضها الآخر أنهم محكومون بالنجاسة.

* في حال وجود مثل هذه الروايات هل يكون للفقيه حق اختيار ما شاء من الروايات والعمل على أساسها؟
- عند وجود روايتين أو مجموعتين متعارضتين من الروايات فإن الفقيه لا يقدم إحداهما على الأخرى بشكل عشوائي وإنما يقوم بذلك وفق أسس علمية ومبادئ يعتقد بصحتها، فإذا ترجح لدى الفقيه دليل على آخر استناداً للقواعد العلمية الثابتة لديه أخذ به وأفتى على ضوئه.

* إذا كانت هناك أسس تعتمد لحل مشكلة تعارض الروايتين أو الروايات فلماذا نجد فقيهاً يقدم هذه الرواية على تلك وفقيهاً آخر يأخذ بتلك ويضع هذه؟
- قلنا أن تقديم رواية على أخرى من قبل الفقيه يتم بناءً لقواعد وأسس ثابتة لديه بمعنى أن الفقيه يعمل وفقاً لقناعته العلمية في هذا المجال وطبيعي أن هذا لا يعني التزام الفقهاء بتلك القناعة الفقهية إذ ربما يخالفون في ذلك فيعملون وفق نظرية علمية أخرى أو قناعة مغايرة لتلك.

* إذا أُريق الماء على الأرض، أو في الحوض، أو في الحمام الذي يغسلون فيه الملابس، ثم وصل رشحة من هذا الماء إلى اللباس، فهل يتنجس أم لا؟
- إذا صُبَّ الماء على مكان طاهر، أو على أرض طاهرة فالترشح الذي يتصاعد منه طاهر أيضاً. السيد القائد

* هل يمكن إعطاء فكرة واضحة عن تلك الأدلة التي استدل بها على طهارة أهل الكتاب ونجاستهم؟
- الروايات في هذا المجال كثيرة ولذا سنقتصر على ذكر روايتين فقط إحداهما ظاهرة في نجاستهم والأخرى صريحة في طهارتهم. أما الأولى: فهي ما أورده أبو بصير عن بعض أئمتنا عليه الصلاة والسلام في مصافحة المسلم اليهودي والنصراني قال عليه الصلاة والسلام: من وراء الثوب فإن صافحك بيده فاغسل يدك». ووفقاً لما جاء في هذه الرواية ولما في نظيراتها يمكن لقائل أن يقول أن مثل هذه الروايات تدل على أن أهل الكتاب محكومون بالنجاسة لأن تعبير الإمام عليه الصلاة والسلام فإن صافحك فاغسل يدك، إرشاد إلى أن يد الكتابي نجسة وبهذا يمكن للفقيه اعتماد مثل هذه الرواية وترتيب حكم النجاسة على أهل الكتاب.
أما الثانية وهي المستدل بها على الطهارة.

فقد ورد أنه قيل للإمام الرضا عليه الصلاة والسلام الجارية النصرانية تخدمك وأنت تعلم أنها نصرانية ولا تغتسل من جنابة قال لا بأس تغسل يديها. وهذه الرواية صريحة في طهارة أهل الكتاب لأن تعبير الإمام ولا بأس تغسل يديها. يفهم منه بوضوح أن غسل النصرانية ليديها
يؤدي إلى طهارتهما على تقدير أنهما متنجستان لأنه لو كانت نجاستهما ذاتية لما كان غسلهما بالماء وسيلة لتطهيرهما إذ صب الماء على النجس ذاتاً يُصيِّر الماء متنجساً لا أن النجس يصيرُ طاهراً.

* هل الملابس التي تُغسل بماكنة الغسل المنزلية والتي تعمل أتوماتيكياً بصورة كاملة تطهُر أم لا؟ وكيفية عمل تلك الماكنة كما يلي: المرة الأولى التي تغسل فيها الملابس بمسحوق الغسيل يتناثر شيء من الماء ورغوة مسحوق الغسيل على زجاجة باب الماكنة والمادة المطاطية المحيطة به، وبعد ذلك وفي المرة الثانية لسحب الماء من أجل الغسل تغطي رغوة مسحوق الغسيل باب الماكنة والمطاط المحيط به بشكل كامل، وفي المراحل الأخرى تَغْسِل (الماكنة) الملابس ثلاث مرات بالماء القليل، ومن ثم يسحب ماء الغسالة إلى الخارج، فنرجو توضيح هل الملابس التي تغسل بهذه الطريقة طاهرة أم لا؟
- بعد زوال عين النجاسة إذا كان الماء المتصل بالأنبوب يصل في داخل الماكنة إلى الملابس وإلى جميع الأطراف داخل الماكنة وبعد ذلك ينفصل عنها ويخرج، فهي محكومة بالطهارة. السيد القائد

* كيف تعامل الفقهاء مع هاتين المجموعتين من الروايات حيث أن بعضها يدل عل النجاسة والبعض الآخر على الطهارة؟
- الذين أفتوا بالنجاسة من الفقهاء أخذوا بالروايات الدالة على نجاسة أهل الكتاب وتركوا الروايات الدالة على طهارتهم لعدة أسباب يطول شرحها إلا أن من هذه الأسباب التي ذكرها بعض الفقهاء أن الروايات الدالة على الطهارة مخالفة للقرآن الكريم حيث جاء فيه قوله تعالى: {إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام}. وإذا كانت هذه الروايات مخالفة للقرآن الكريم فلا بد من تركها جانباً وعدم العمل بها.
أما الذين أفتوا بطهارة أهل الكتاب فأنهم بالطبع استندوا إلى الروايات التي تحمل دلالة واضحة على الحكم بالطهارة ولم يقبلوا بكل ما قيل عن وجود أسباب تمنع من الأخذ بتلك الروايات حتى بالنسبة للآية القرآنية فأنهم قالوا أن الآية لا تتحدث أصلاً عن أهل الكتاب وإنما الحديث فيها هو عن المشركين لأن القرآن الكريم عندما يتحدث عن أهل الكتاب يذكرهم بلسان النصارى، اليهود وأهل الكتاب.

* هل الماء الذي يسيل في الشوارع من سيارات حمل النفايات التابعة للبلدية، والذي يتطاير في بعض الأحيان على الناس بسبب شدة الرياح، محكوم بالطهارة أم بالنجاسة؟
- محكوم بالطهارة إلا أن يحصل اليقين لشخص بنجاسته نتيجة ملاقاته للنجاسة.

* منذ مدة أُشيع بأن مواد التجميل نجسة، ويقال: إن الجنين عندما يولد يأخذون مشيمته ويحتفظون بها في الثلاجة، ويقال أيضاً: إنهم يحتفظون حتى بالجنين الميّت، ويصنّعون من ذلك مواد التجميل من قبيل حمرة الشفاه، ونحن نستخدم تلك المواد في بعض الأوقات، بل إن حمرة الشفاه تؤكل أيضاً، فهل هي نجسة؟
- الشائعات ليست حجّةً شرعيةً على نجاسة مواد التجميل، وما لم يُحرز نجاستها بطريق شرعي معتبر فاستعمالكم لها ليس فيه إشكال.
السيد القائد

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع