الشيخ بسّام محمد حسين
الحجاب ليس عبارة عن مجرد ستر الرأس وبعض البدن كيفما كان، بل إن له شروطاً وضوابط
متعددة، لا بدّ للمرأة من مراعاتها كي تكون ملتزمة به على الوجه الصحيح، وكما أراده
الله تعالى. يتكفل هذا المقال ببيان بعض ضوابط هذا التكليف وشروطه.
* متى يجب الحجاب؟
بعد أن تبلغ الأنثى سن التكليف الشرعي -وهي إكمال تسع سنوات قمرية- يجب عليها أن
ترتدي الحجاب وتستر نفسها عن الرجل الأجنبي.
* شروط الحجاب
أولاً: المقدار الواجب سترُه
يشترط في اللباس أن يغطي تمام البدن، باستثناء الوجه والكفين، فيجب على المرأة أن
تغطي رأسها وشعرها ورقبتها وسائر جسدها حتى القدمين، ظاهرهما وباطنهما.
أما المقدار الجائز كشفه من الوجه فهو المقدار الواجب غسله في الوضوء؛ أي ما دار
عليه إبهام اليد والوسطى من الوجه عرضاً، ومن منبت الشعر في أعلى الجبهة إلى طرف
الذقن طولاً. ولا بد من الالتفات إلى وجوب ستر ما تحت الذقن، دون ما كان في حدّ
الوجه.
وأما مقدار ما يجوز كشفه من اليدين، فهو من أطراف الأصابع إلى الزندين؛ أي مفصل
اليدين.
ثانياً: صفات اللباس
1- أن لا يكون شفّافاً حاكياً لما تحته، بحيث ينكشف ويُرى ما تحته من الجسد، فلا بد
أن يكون بشكل يخفي معالم الجسد من تحته، فلا يكفي الشفاف وإن كان ساتراً لتمام
البدن من جهة المساحة.
وهنا، لا بد من التنبيه من بعض (الإيشاربات) التي تحكي ما تحتها من شعر وأذنين
وأقراط أحياناً، وبعض الألوان الفاتحة التي لا تغطي الجسد بشكل كافٍ أحياناً؛
كالأبيض ونحوه، وكذلك الجوارب الشفافة وأمثال ذلك.
2- أن لا يكون ضيقاً مبرزاً لمفاتن البدن، وشكله ومعالمه، بحيث يلتصق بالجسد، ويتضح
معه حجمه، فاللباس وإن كان ساتراً يغطي تمام مساحة البدن، وله سماكة بحيث لا يحكي
ما تحته، ولكن إن كان ضيّقاً، لاصقاً بالجسد، بحيث يبرز مفاتنه، فلا يكون حجاباً
شرعياً أمام الرجل الأجنبي.
3- أن لا يكون لافتاً لنظر الأجنبيّ، بحيث يستوجب لبسها له التفات الرجل إليها،
ويُشار إليها بالبنان؛ كأن تكون الألوان برّاقة وفاقعة مثلاً، أو تكون مخيّطة أو
مصمّمة بشكل غريب مثلاً، أو أن طريقة لبسه قد تكون بكيفية خاصة توجب لفت النظر، أو
مكتوب عليها بعض العبارات أو الشعارات أو الرسوم اللّافتة.
4- أن لا يُعد ذلك اللباس من الزينة عرفاً، كما لو كان اللباس مزيّناً ومزخرفاً،
بحيث يُعطي للمرأة نوعاً خاصّاً من الجمالية لا يعطيها اللباس العاديّ، كفساتين
السهرة أو الأعراس أو الحفلات، أو بعض الألبسة العاديّة المزيّنة، وإن كانت ساترة
لتمام البدن ولها سماكة وفضفاضة.
* من مظاهر الزينة
يحرم على المرأة إظهار الزينة أمام الرجل الأجنبيّ، ومن المظاهر التي تعدّ زينة في
العرف:
أ- الكحل وأحمر الشفاه وطلاء الأظافر: وغيرها من المساحيق والألوان التي
تضعها المرأة على وجهها بحيث تُعدّ زينة عرفاً، وطلاء الأظافر على اليدين والرجلين
الذي يعد من الزينة التي يحرم إظهارها.
ب- الخاتم والسوار وأمثالهما: كذلك يحرم إظهار بعض أنواع الخواتم، والسوار
والحلق في الأنف، مما يُعدّ زينةً عرفاً، وإظهار القلادة في العنق، والخلخال في
الرجلين.
ج- الزينة في الأحذية: كذلك لا بد من التنبه لبعض أنواع الأحذية التي توضع
عليها مجموعة من الإكسسوارات والزينة أو تكون مصنوعة بشكل يثير الفتنة ويحرك
الغرائز، أو تكون لافتةً للنظر، بحيث يُشار إليها بالبنان.
د- بعض النظّارات: التي تعدّ من الزينة، وتلفت نظر الرجل بشكل يثير الفتنة.
هـ- العطر الفوّاح: العطر الذي تضعه المرأة على بدنها أو لباسها، إن كان
بكيفية توجب لفت نظر الرجل، كما لو كانت رائحته قويّة جدّاً مثلاً، أو كان بحيث
يترتب عليه مفسدة أخرى كإثارة الشهوة، فوضعه حرام، ويجب عليها اجتنابه.
* بين النظافة والزينة
من الضروري للمرأة أن تميّز جيّداً بين النظافة والترتيب والتجمّل والأناقة
المطلوبة للإنسان المؤمن والمرغوب فيها شرعاً، وبين الزينة التي تكون سبباً في
افتتان الرجل بالمرأة وإعجابه بها، ونظره إليها بشكل خارج عن الحدود الشرعية، فأن
تكون المرأة نظيفة وأنيقة شيء، وأن تكون مثيرة ولافتة للنظر شيء آخر.
5- أن لا يترتب على ذلك اللباس مفسدة من المفاسد، كما لو كان في ذلك اللباس ترويج
لبعض الثقافات أو الأفكار الفاسدة، أو المذاهب والتيارات المنحرفة، أو المعادية
للإسلام، أو طبع عليه دعاية من الدعايات الباطلة، كالتي تضع صورة لامرأة خليعة أو
لأصحاب الطرب والغناء، أو عبارات بذيئة، أو منافية للحياء والعفة، أو كان لباساً
غريباً عن بيئة المرأة التي تعيش فيها ما يوجب اشتهارها بين الناس وأن يشار إليها
من بينهم بالبَنَان.
في الختام، اعلمي أختي الكريمة، أنّ حجابك عنوان سترك وعفافك، فحافظي عليه.
1. استفدنا الأحكام الشرعية الواردة أعلاه من كتاب أحكام الزواج والطلاق،
المطابق لفتاوى الإمام الخامنئي دام ظله، إعداد وتنظيم الشيخ حسن محمد فيّاض حسين
العاملي.