وأخيراً هوت فاطمة. هوى معك الخصر النحيل، يا نحول السيف. يا نحول الرمح. يا نحول
الشعاع في الشمس. يا نحول الشذا. يا نحول الإرهاف في الحس. يا نحول العزة تتوارى
خلف الخطوط في الجبين. يا نحول المجد يتخبأ في غمد حسام مقصوف. يا نحول البطولة
ترسف في قيد من تراب. يا نحول البهاء تتلقط به زجاجة دكناء. يا نحول اللَّه في عتمة
البصائر...
لقد عشت الإرهاف، يا أرهف امرأة عرفها التاريخ: إرهاف هو من امتشاق الحسام لمعانه.
يا ابنة المصطفى.
يا ابنة ألمع جبين رفع الأرض على منكبيه واستنزل السماء على راحتيه. عشت الكبر في
انتساب الكبر إلى سماواته، فهانت عليك الأرض يا عجينة الطهر والعبير، ولم تبتسمي
لها إلا بسمتين، بسمة في وجه أبيك على فراش النزاع يعدك بقرب الملتقى، وبسمة طافت
على ثغرك وأنت تجودين بالنفس الأخير.
وعشت الحب يا أنقى قلب لمسته عفة الحياة، فكان لك الزوج العظيم الأنوف لف جيدك
بالدراري وفرش تحت قدميك ارْغاب المكارم.
وعشت الطهر يا أطهر أم أنجبت ريحانتين لفتهما بردة جديهما بقار تخطى العتبات وغطى
المدارج.
ثم تركت الأرض عن بسمة هزء بها فإذا هي تشتد أوتارها إليك من جيل إلى جيل، كأن
اطلابها إياك هو تعطش السراب إلى الندى.
وانبزغت من تحت الكفن كما تنبزغ السنبلة من حفنة التراب إطراد نمو وأشواق خصب. يا
هجمة الغيث في قلب الغمام.
يا ابنة النبي.
يازوجة علي.
يا أم الحسن والحسين.
ويا سيدة نساء العالمين