لفّني الصمت واعتراني الذهول |
عند ذكر الحسين ماذا أقول |
أحرفي بينه وبين السبايا |
تارةً تختفي وأخرى تؤول |
كلّ حرف على لساني حزين |
كلّ حرف من الحسين خجول |
كيف لا أنحني ولا أتعزّى |
ببكائي وأدمعي لا تسيل |
والرزايا التي أصابت حُسيناً |
لو أُصيبت بها الجبال تزول |
وإلى كربلاء حنّت عيوني |
أين منّي إلى حِماها الوصول |
أين منّي سماؤها وثَراها |
أين منّي الفرات أين النخيل |
كلّما أستحثّ خَطوي إليها |
بعد الملتقى وعزّ الرّحيل |
حلمي عانقته فيها الفيافي |
وخيالي بها رواه الهديل |
ليتني كنت جانحاً يتهادى |
ويغنّي برَوضها ويجول |
لم تَزل كربلاء سدّاً منيعاً |
وسياجاً لديه تَفنى الفلول |
لم تَزل كربلاء صَرحاً عظيماً |
ومزاراً به يلوذ العليل |
إنّها صحوة الربيع تُناجي |
أرضنا كلّما ابتلاها المحول |
إنّها رحمة من الله أحيت |
زرعنا بعدما كساهُ الذبول |
هي شمسٌ بنورها تتباهى |
في حمانا مواسم وفصول |
هي وَحي من السماء نقيّ |
حين ينهَل تستفيق العقول |
علّمتنا الإباء حتّى بلَغْنا |
مجدنا وانتهى الزمان الثقيل |
وصداها على الظلام عصيّ |
يفرش الدرب أنجماً لا تدول |
سيّدي يا حسين كفكِف دموعي |
لا يُداوي الجراح دمعٌ ذليل |
نهجنا كربلاء... منه ارتوينا |
وارتوى الفجر والضحى والأصيل |
دربنا كربلاء... ما تاه دربٌ |
نحن فيه السرى وأنت الدليل |
سيدي يا حسين حيّ السّبايا |
إنّ قلبي لسبيهنّ كليل |
لَملِم الجرح سيّدي... أنتَ باقٍ |
لنجاة المعذّبين سبيل |
وستحيا على المدى ذكريات |
نسجتها بكربلاء النّصول |
تستعيد الزمان صوناً لجيل |
عقد العزم، كي تجدّ الخيول |
ذكريات تمدّنا بسناها |
مستحيل زوالها... مستحيل |
الشاعر الحاج حسين العبد