هم هكذا دائماً يرحلون وخلف آثارهم رقعة العبوديّة..
مكتوبٌ عليها قصيدة العشق الملائكيّة..
تحكي لنا منهاج الشهادة، الذي به تُدرك غاية المتمنّي..
وصلاة العاشقين عند السحر أبرز معالمها..
حيث اعتنقت الروح شعاع العبوديّة..
فأبدلها الله سراجاً، ينير به سبيل العابدين..
حسن محمود عيسى... عاشق على طريق الولاية..
اعتنق مذهب الجهاد، سفينة الحسين..
وما توانى عن الالتحاق بها.. قضى ليالي الانتظار بهدوء..
واستلّ سيف العشق في ليالي عاشوراء..
وذو الفقار القدوة.. تصاعدت بوارق سيفه..
حيث يجب أن تصول.. كان طريقه حيدرياً واضحاً..
عرف الحق فعرف أهله.. فما أنس هدأة النوم..
إلّا حين أذاق الظالمين غصّة العجز..
في سوْح الوالهين عند بدر القصير..
حيث كان له كوثرٌ من جراح الحب..
كتب باقي القصيدة عند منازلة النفاق..
وكان ختم الرسالة في حلب..
غير أن التوقيع كان رسالة بلا عنوان..
فحيث يجب أن نكون سنكون..
فأذّن بنا بلال "أبو عيسى"..
أذان الراحلين.. وأن الراحل إليه قريب المسافة..
وأذانك فينا يشعل الروح بقبس الشهادة..
محمود حسين عيسى
(*) تاريخ الشهادة 6/8/2016م.