ديما جمعة فوّاز
السلام عليكم، اسمي عُلا وعمري 19 عاماً.. مشكلتي يعاني
منها مئات، بل آلاف الشباب في العالم، وهي التعلّق الشديد بوسائل التواصل، ولكن
وضعي يختلف عن الباقين، حيث أمضي ساعات على "الواتس أب" دون مبالاة بتأثير هذا
الإدمان على حياتي وعائلتي ودراستي. ولكن منذ فترة تقدّم شاب لخطبتي، وبدأت علاقتنا
تأخذ منحىً جدّياً، واتفقنا على التفاصيل.. ولكن.. كان لديه شرط غريب؛ وهو أن
أتوقّف كلياً عن استخدام "الواتس أب"! في البداية اعتقدت أنه يمزح وسايرته بالقول:
"إنّني مستعدة لأن أتخلّى عن كلّ شيء لأجلك.."، ولكنه بعد فترة عاود سؤالي
إن كنت قد ألغيتُ التطبيق عن هاتفي، فأجبته بالنفي، فكان موقفه غريباً حيث غضب
بشدّة واعتبر أنّني لم ألتزم بوعدي له، ورفض أن يتكلّم معي.
هو شاب في الـ25 من العمر، ولا يملك هاتفاً خلوياً. كنت أعتقد أنّ السبب هو عدم
اهتمامه بتكنولوجيا الاتصالات، ولكن بعد فترة صارحني بأنّه أخذ قراراً منذ أعوام أن
لا يدخل في متاهات العالم الافتراضي بشكل عام، وعاهد نفسه أن يُبعد زوجته
المستقبلية عن هذه الآفة أيضاً! وطلب مني أن ألغي "الفايسبوك" و"التويتر" أيضاً..
وقد أرسل لي خبراً أنه لن يراني قبل أن أتحرر من كل ما يربطني بالعالم الافتراضي..
تعتبر أمي أن شرطه ليس بالخطير، ولكن لا أريد أن أخضع لقرارٍ لست مقتنعة به من جهة،
ولا أريد أن ألغي شخصيّتي منذ بداية علاقتنا من جهة أخرى. ورغم تعلّقي به وإعجابي
بأخلاقه وشخصيّته، لكنّني لا أتخيّل نفسي مطرودة من العالم الذي اعتدت عليه، خاصة
أنّني أستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع أختي في كندا ورفيقاتي في بلاد
المهجر، وأعتبر أنه بقراره هذا يتسلّط عليّ دون وجه حق.. ماذا أفعل؟ ساعدوني..
الصديقة عُلا، نشكر ثقتك، ونتمنّى أن نعالج مشكلتك، ليتّضح لك وتدركي الطريق
الأنسب للتصرف، بعد أن تدقّقي في التفاصيل التي ربما تغيب عنك. لذلك، سنحلّل الأمر
بأسلوب علمي، ونحاول أن نضع الخيارين اللذين أمامك: إمّا أن تتركي الشاب المميّز
لأجل وسائل التواصل، وإما أن تتركي وسائل التواصل للارتباط بالشاب المميّز.
الخيار الأول: في حال استغنيت عن وسائل التواصل، واخترت الارتباط بالشاب الذي
أكّدت أنه مناسب ومميّز، وأنك معجبة به، فإنّك ستكسبين ما يلي:
1- لن تلغي شخصيتك، بل على العكس، ستبدئين حياتكما المشتركة "بتضحية" بما تحبّين من
أجله، وسوف يحترم قرارك؛ وهذا ما سيعزّز مكانتك وعلاقتكما في المستقبل، وسيتفاعل
معك بشكل جيّد.
2- دعك من الوساوس التي تكرّر لك عبارات مثل: شخصيّتي، قمع حريتي.. وغيرهما؛ لأنّ
مسايرة شريك حياتك والتخلي عن بعض العادات بغية إسعاده، هما الطريق الأنسب لبناء
الثقة في علاقة زوجية ناجحة.
3- في بداية الأمر ستشعرين ببعض الغرابة، ولكن سرعان ما ستشكرينه، إذ سيتسنى لك
المزيد من الوقت للهوايات والعلاقات في العالم الواقعي، وستدركين أنك لم تخسري شيئاً،
بل أنتِ الرابحة.
4- لن ينقطع تواصلك مع من تحبينهم في بلاد المهجر إلا أنّه سيأخذ شكلاً مختلفاً،
فالأفضل التعامل مع هذا المفصل بجديّة؛ أي اطرحي عليه الموضوع لتجدا معاً الطريقة
المناسبة التي لا تحمل ضرر الإفراط الافتراضي. حاولا ابتكار حلول: تحديد مدّة زمنية
للتواصل تكفي لصلة الرحم، استخدام تطبيق واحد فقط، البريد الإلكتروني، اتصال الهاتف...
الخيار الثاني: أن ترفضي الشاب المناسب، وسيكون ذلك في سبيل ذاك العالم
الافتراضي؛ أي أنك تضحّين بالمستقبل الحقيقي الذي يستطيع أن يختصر جميع العوالم
الافتراضية!
بصراحة، في حال اتخذت الخيار الثاني.. أعتقد أنك سوف تندمين!
بعلبك
هاجر قاسم
2017-07-06 16:55:09
انصحك بعدم التخلي عن الشاب بما انه شاب محترم ومميز وهو من خوفه عليكي طلب منك هذا الشيء وايضاً عندما تتزوجين صدقي بأنه لن يكون لديكي الوقت الكافي لتقضيه على الأنترنت والتواصل الإجتماعي وذلك بسبب اعمال المنزل وزيارات الأقارب والإهتمام بالشؤون الزوجية وبالنسبة للأصدقاء والأقارب في بلاد المهجر فيمكنك بعد موافقة الزوج الإتصال بهم هاتفياً بين فترة وأخرى الحياة الزوجية جميلة جداً خاصةً إن اخذت حقها من كلا الطرفين لأن عالم المرأة هو منزلها وزوجها وأولادها وعندما نبتعد قليلاً عن شبكة التواصل الإجتماعي نجد بأن الله خلق لنا الأحباء والأصدقاء القريبين اللذين نستطيع التواصل معهم وجهاً لوجه وأيضاً نتقرب من الله تعالى عن طريق قرأة القرأن والأدعية او حتى التأمل بالطبيعة والزواج هو إكمال الدين فلا تتركي دينك لأجل شبكات تم إختراعها لتشغلنا عن ربنا وتبعدنا عنه