مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

تربية: أمي! أبي! عندي مشكلة التبول اللاإرادي ، ماذا أفعل ؟‍‍‍‍‍

سكنة حجازي


 "أطفالنا أكبادنا تمشي على الأرض" فلذات قلوبنا تتعذب تعاني تتألم. يمرون بمراحل مختلفة، يقعون في مشكلة تلو أخرى، تارة صحية وأخرى نفسية وثالثة اجتماعية. ونحن ننذر حياتنا لهم نكابد الحياة لأجل أن يحيوا حياة طيبة سعيدة، لذلك نبقى على اتصال دائم مع المختصين ومع توجيهات المعصومين عليهم السلام ولا ننسى الارتباط باللّه سبحانه وتعالى علّنا نؤدي لهم حقهم من الرعاية والاهتمام اللازمين. من هذه المشاكل مشكلة التبول اللاإرادي وهي مشكلة صحية - نفسية، وهي من المشاكل المعقدة التي يعاني منها الأطفال حتى سن متأخرة، فهل حاولنا البحث عن أسبابها ومن ثم علاجها.


هو تكرار نزول البول ليلاً أو نهاراً أثناء النّوم، وهذا يعني عدم قدرة الطفل على التحكم في عملية التبول في السن الذي ينتظر منه ذلك سن الأربع سنوات على الأكثر. وكما نعلم، فإن هذه الحالة تبدأ مع الطفل منذ ولادته، وتستمر حتى السن الثالثة متراجعة تدريجياً لتختفي في هذا العمر المذكور. وعندما تستمر بعد ذلك بما يزيد على المرتين في الأسبوع فإنها تعتبر حالة مرضيّة يجب معالجتها والالتفات إلى أسبابها وأساليب علاجها. قد تختلف أسباب التبول اللاإرادي من طفل إلى آخر وبين عمر وآخر، إلا أن هناك أسباباً مشتركة إذ قد تنتج عن الخوف أو الأحلام المزعجة، أو الخجل الزائد وما إلى ذلك.

1- أسباب عضوية وراثية:
وهذا قد ينتج عن خلل في الجهاز البولي، ونادراً ما يكون وراثياً بل غالباً ما يكون من أمراضٍ تصيب الطفل كالالتهاب في المجرى البولي، أو وجود حصوة... أو مرض السكري والإمساك... وقد يكون هناك نقصٌ في النضج لآلية السيطرة على المثانة، أو بعض الاضطرابات البنيوية منها. ومع أن هناك من يؤكد وراثية هذه الحالة إلا أن العلم لم يثبت هذا القول بشكل قاطع إلا أن تكون وراثة في الخصال المؤدية لها كالضعف وتأخر النضج في المثانة.

2- أسباب نفسية إنفعالية، معظم أسباب التبول هذا يعود إلى حالات نفسية عند الأطفال وهذه الحالات كثيرة ومتعددة منها:
أ- الغيرة، وأكثر ما تحصل عند وجود مولود جديد وتوجيه العناية له يقابله إهمال للأكبر. أو تلميذ منافس له في الصف لا يستطيع التفوق عليه لذا يلجأ الطفل إلى التبول في الفراش أو في الصف لجذب الانتباه والأنظار إليه وبذلك يحقّق رغبته وتوجيه العناية له.
ب- الخوف أو القلق، كالخوف من الظلام أو من بعض الحيوانات أو نتيجة مشاهدته أشياء مخيفة برامج تلفزيونية مخيفة، قصة مزعجة.. أو القلق الناتج عن علاقات وخلافات عائلية مستمرة داخل الأسرة.
ج - الاضطراب الموجود في شخصية الطفل ونعرف ذلك عندما نلحظ أن الطفل يعاني مشاكل نفسية أخرى، كمص الأصابع وقضم الأظافر، الشرود الذهني والانطواء وما إلى ذلك.

3 - أسباب اجتماعية:
الظروف الاجتماعية التي يعيشها الطفل تؤدي أحياناً إلى هذه الحالة من قبيل وجود عدد كبير من الأطفال في الأسرة الواحدة، مما يصرف الانتباه وعدم تدريبه على عملية التبول الإرادي. كما أن القسوة وحرمان الطفل من العاطفة أمومة وأبوّة والشعور بعدم الأمان أو العكس الدلال الزائد مما يجعله اتكالياً ومهملاً لأموره الشخصية فتنشأ عنده هذه الحالة.

- إذا كانت هذه هي الأسباب فما هو العلاج لهذه الحالة؟
1- العلاج الطبي‏
- لا شك أن العلاج الطبيّ هو المعتمد للحالات الناتجة عن الحالة المرضية العضوية وهذا العلاج لا يستغرق وقتاً أضف إلى تجاوب الطفل السريع معه. وقد يكون بالأدوية والعقاقير وقد يحتاج الأمر إلى إجراء عملية جراحية.

2- العلاج النفسي:
أما بعد التأكد من سلامة الطفل الجسدية فلا بد من العلاج النفسي.

أ - العلاج بالاستبصار:
- وهي تعريف الطفل بمشكلته وأسبابها لمواجهة الصراع الداخلي ومواجهة الإحباط والمخاوف المخترنة عنده.
- تنمية الثقة بالنفس وتحسين علاقته بمحيطه.
- توجيه عناية الأهل له وكذا المحيطين به وتبصيرهم المشكلة وأسبابها ومسؤولياتهم لكي يشعر الطفل بالأمان.
ومن الخطأ أن يضرب الطفل أو أن يُعامل بقسوة عند حدوث هذه الحالة.

4- العلاج السلوكي‏
وهي فيما إذا كان الطفل لم يتلقَ‏ّ التدريب الكافي على عملية التبول فيبدأ مع التدريب وهي عملية إعادة تربية الطفل على هذه من قبيل تعزيز هذا السلوك بضبط المثانة.
- كوضع نجمة في اليوم الذي لا يبول فيه الطفل ليتلقى الثناء أو هدية معنوية..
- أو الاحتفاظ بالبول لمدة معينة بأن يدرّب على ذلك أثناء النهار.
- أو إلهائه بلعبة شيقة للسيطرة على هذه العملية أو طلب التوقف عن التبول حالما يبدأ ذلك في حالة الوعي الإرادي.
- وهناك أسلوب آخر وهو أن يعرف الأهل وقت هذا التبول اللاإرادي ويتم ضبط الساعة ليرن الجرس قبل التبول بوقت قصير وهكذا تقلّل المدة إلى أن يكون في نفس وقت التبول ويستطيع من خلالها التحكم بعملية التبول هذه شيئاً فشيئاً.

إن الدقة في التعامل مع الطفل ومراعاة حالته وخصوصياته أمران ضروريان إضافة إلى التأني والصبر على العلاج لا شك سيؤدي إلى نجاح عملية العلاج هذه وإبراء الطفل من حالة نفسية تجر إلى حالات أخرى لا يرضاها الأهل ولا الطفل.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع