مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

التبول الليلي اللاإرادي عند الأطفال‏


د. حنان المصري


* ما هو التبول الليلي اللاإرادي؟
هو حدوث تبول ليلي لا إرادي أو بلل الفراش رغم تجاوز الطفل السن الذي يفترض فيه أن يكون قادراً على ضبط إفراغ المثانة أثناء النوم (خمس سنوات). وهذا ليس له علاقة بسلوك الطفل في التحكم ولكنه مشكلة طبية بحتة.

معدل حدوث التبول الليلي اللاإرادي بالنسبة للعمر:

يعاني من هذه المشكلة 300 مليون طفل في جميع أنحاء العالم. ويشكل معدل حدوثه نسبة تفوق 15% في عمر الخمس سنوات (وهذا العمر الذي يبدأ به الأهل بالتساؤلات والانزعاج) يخف بشكل تدريجي بعد عمر عشر سنوات، ويصبح نادراً بعد عمر العشرين سنة.

المؤشرات التي تدل على إمكانية تعرض الطفل للتبول الليلي اللاإرادي:
* عدد ساعات نوم الطفل في المرحلة العمرية 1 2 سنة، حيث وجد أنها كلما زادت كلما تأخر الطفل في السيطرة على المثانة.
* التأخر في مراحل النمو والتطور عند الطفل (المشي، الكلام، التعلم) قد يكون مؤشراً على تأخره في السيطرة على المثانة.
* وجود أحد أفراد العائلة المقربين ممن كانوا يعانون من التبول الليلي اللاإرادي.

* أسباب التبول الليلي اللاإرادي:
1 - الوراثة:
أثبتت الدراسات أنه إذا عانى كلا الأبوين من هذا العارض في السابق، تكون نسبة ظهوره لدى الأطفال حوالي 77% بينما إذا عانى أحد الأبوين تنخفض هذه النسبة لتصبح 44%. في حالة عدم وجود صفة وراثية تكون نسبة ظهوره عند الأطفال 15%.

2 - الاضطراب الهرموني:

أكدت الدراسات العلمية أن الغالبية العظمى من الأطفال المصابين بالتبول الليلي اللاإرادي، لديهم نقص في إفراز الهرمون المانع لإدرار البول ADH (الذي يقلل من كمية البول المنتجة ليلاً ليحافظ على التوازن بين كمية البول المنتجة وسعة المثانة).

3 - صعوبة الاستيقاظ من النوم:

كان يعتقد في السابق أن أحد أسباب التبول الليلي اللاإرادي هو نوم الطفل العميق، ولكن الدراسات الحديثة أكدت أن مراحل النوم عند الطفل المصاب لا تختلف عنها عند الطفل الطبيعي. لكن المشكلة تكمن في تأخر نضوج مركز الاستيقاظ لدى الطفل مما يفقده القدرة على الاستيقاظ عند امتلاء المثانة.

* طرق تشخيص التبول الليلي اللاإرادي:

أ - التاريخ المرضي ويشمل:
* التأكد من الخلو من الأعراض خلال فترة النهار.
* مراحل التطور العمرية.
* عدد مرات التبول الليلي اللاإرادي في الأسبوع.
* إصابة الطفل بأمراض أخرى.
* العلاجات السابقة.
* إصابة أحد أفراد العائلة بنفس المشكلة في السابق.

ب - الفحص السريري
ويشمل فحص فقرات الظهر والمسالك البولية والتناسلية والأرجل.

ج - الفحص المخبري
ويشمل تحليل البول للتأكد من عدم إصابة الطفل بأي التهابات في المجاري البولية.
تأثير التبول الليلي اللاإرادي على الطفل والعائلة:
* الضغط النفسي على الطفل وإحساسه بالنقص عن الآخرين.
* يقلل من ثقة الطفل بنفسه وبالتالي تزداد خطورة إصابته بالأمراض النفسية والمشاكل الاجتماعية.
* الخجل والانزواء وانخفاض نسبة الإبداع عند الطفل.
* خلل في العلاقات الاجتماعية مع الأهل والأصدقاء.
* العدوانية.

* علاج التبول الليلي اللاإرادي:
1 - إرشادات عامة:
- عمل نظام للشرب خلال النهار.
- تنظيم عمل المثانة من خلال إعداد جدول زمني للدخول إلى الحمام أثناء النهار.
- الامتناع عن المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي، القهوة، المشروبات الغازية.
- الامتناع عن شرب المياه قبل النوم بساعتين على الأقل، وفي حال العطش يعطى الطفل كمية قليلة.
- التأكد من أن الطفل يذهب للتبرز مرة يومياً على الأقل.
- ترك إنارة كافية تمكن الطفل من الوصول إلى الحمام أثناء الليل إذا احتاج لذلك.
- التقليل من أكل الشوكولا والموز ومنتجات الألبان ما عدا الحليب.
- عدم تأنيب أو معاقبة الطفل أو حتى التعيير من قبل الوالدين أو الأخوة بشكل قطعي.
- الاستعانة بالأجهزة الخاصة للإيقاظ الليلي عند بدء التبول الليلي اللاإرادي.

2 - العلاج الدوائي:

- استخدام مستحضر يعمل على تقليل كمية البول المنتج ليلاً ويعيد التوازن الطبيعي بين كمية البول المنتج وسعة المثانة. وقد أثبتت هذه المستحضرات فعالية إضافة إلى درجة أمان عالية في 92% من الحالات المستخدمة. تعطى جرعة الدواء قبل النوم مباشرة، أما فترة العلاج فيجب أن تستمر من 3 ولغاية 6 أشهر ولا يجب تغيير العلاج إلا بعد استشارة الطبيب. ونشدّد على المعالجة المبكرة لهذه المشكلة لأن العلاج المبكر يعيد للطفل ثقته بنفسه.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع