مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

بأقلامكم‏: يا مقيماً في ميادين القلوب‏



مهداة إلى الشهيد القائد الحاج أبو حسن بجيجي‏

يا من اصطفاه اللَّه لسرٍّ يحارُ منه أولي الألباب...
يا عين التعلق بالمعشوق... يا هدأة الروح في سكون الليل...
يا استقامة النور المتدلي خصلاً بين عينيك... وبلاغة قول في شفتيك...

يا نورس الحب الذي عشعش بين الضلوع...
أنت واللَّه عمرٌ تقاسمه الجهاد... وفازت به الشهادة...
يا من كان في خدمة اللَّه حاله سرمداً...
أبا حسن... رمشك الساهر أتعب القمر... وقلبك المتدفق أنهك المطر...

يداك يعشقها السلاح... ويذوب في دفتيها الدعاء...
يرتفع إلى السماء نجماً تخجل من نوره الآلاء...
سنيُّ عمرك شلالُ التفاني... وأغوارٌ عميقةٌ لا تصل إليها المعاني...
يا ساكناً في السماء قبل أن تهاجر إليها... يقرؤك الحجر والشجر...
يعرفك السَحَرُ والقمر... فأنت قاموس اللِّقاء بين أهل الأرض والسماء...
نحن ما زلنا نهتدي بك قبلةً في زمن الضياع... ونبحر في عينيك كي لا يفرّقنا الوداع...

على أهداب عينيك حملت أثقال الزمن... كنتَ وطن الأحزان والآمال...
فكيف نعيش بعدك بلا وطن... قدتك السماء مناجياً... والأرض ساجداً...
فقدك العلم معجماً للأسرار...
فقدك المجاهدون مغارة تعبق بأريج العبادة... ودف‏ءِ الصلاة...
ولكن بعد حين... قمنا نلملم فتات البقاء. نجمع رماد الأمل...

نخلق منه النار... نشعل ثورة الأحرار... نرصف مساحات العلم بمدادنا والدماء، لنصل إلى مقام القرب الذي أردت وأحببت فوصلت... كل هذا ولا ندري أدركناك أم تأخرنا... عجوزٌ فَهْمُنا... وهَرِمٌ ادراكنا أمام كُنْهِ شبابك... لقد صرت مقيماً في ميادين القلوب... معتلياً منابر الحناجر... متألِّقاً في زخرف القول... متربعاً على عرش العقول... تأسرني بسمتك المتألقة نوراً على ثغرك يوم استشهادك... وأحار في تفسيرها لا بد أنه اللقاء الذي طالما تمنيت...
الحمد للَّه الذي اصطفى منا الشهداء... وجعلنا أهلاً للشهادة... أبا حسنٍ... لقد تعلمنا منك أن الحُبَّ يُحرق النار... ويرمم الدمار، ويصنع للدينِ عمامة وانتصاراً...

فاطمة رضا الشاعر
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع