وقفت... عند عتبات زينب، وأنا أحمل كل آهاتي... وحزني الدفين... ودمعي... ورحت أمخر عباب التاريخ، وأنا أسلِّم على سيدة كربلاء، زينب... شوكة في عين الظالم... وقفت... أحمل إليها كل حبات قلبي... أزرعها عند عتباتها وأرحل... وأهاجر... لأشعل سراج قلبي... من نورها المتوهج من زيت شجرتها المتدلية... على وجنات الموالين... ورحت أسأل نفسي... ماذا لو لم تكن زينب... هل كانت كربلاء...؟ وهل كربلاء... إلا شهادة الحسين عليه السلام وصبر زينب عليها السلام... وهل زينب إلا كربلاء... والحسين مداها ودماها... ووجدها وشذاها... مضت خلفه... آه... ما هذا الحب الزينبي المتوقد في قلوب العاشقين... ما أجمل اسم زينب... وهو يتردد على شفاه القادمين إلى عتباتها... وكان النخيل... كان يعصف... ويرنِّم صوتها... وهي تحمل الأثر... وكان الفرات... ينزف قلبه... دمعاً... ودماً... لوجع زينب... ولوقفة زينب... ويهاجر إلى كفيِّها... يشتعل نخيلاً... وسحاباً...
يعب وجه الصحراء... ويعلن ألف لا... ولا لكل الظالمين الذين كانوا على وجه صعيد كربلاء... وقفت... واشتعل التاريخ وأنا أرى زينب عليها السلام... فوق ثرى كربلاء... مع الحسين وأصحابه... تمضي... تشعل لمعة سيوفهم... وتنتصر... تحمل كربلاء... حياة ونهضة وثورة وعلماً... وإمامةً شهيدة... تحمل كربلاء... تُدخلها في الذاكرة... ترفع صوتها... "فواللَّه... لن تمحو ذكرنا... ولن تميت وحينا" تشحذ السيوف في دفاتر المستقبل تكتب أجمل العبادات... بالعبرات... حملت شعار العز... هيهات... هيهات منا الذلة ومضت تحمل زيت الشهادة لكل بيت يريد أن يشعل سراج العزة... الإسلام المحمدي... أشعلت قلوب الخاشعين... وراحت تطعم الأجيال الرضيعة لبن كربلاء... ممزوجاً بالدم الحاد والصوت المدوي... والوقفة الشهيدة... زينب التي رأت... وزينب التي كانت عصارة الحزن النبوي في التاريخ... وزينب التي احتضنت إرث كربلاء... من أطفالٍ ونساء... مَن الذي انتصر... الذي انتصر هو زينب... ودم الحسين... الذي انتصر هو النهج الرسالي المحمدي... بدموع زينب... وصلاة زينب وجهاد زينب عليها السلام... ما أعظمكِ يا زينب... وأنت تقفين كالطود الشامخ... الذي لا تهزه رياح المصائب... عندما وقفتِ في وجه الظالم يزيد... تعلنين ثورتك الإعلامية التعبوية... تحملين صور كربلاء... إلى كل مساحات الدنيا... فتهتزُّ الأرض لصرختك... وتهبُّ ... عيون المستضعفين... لتعلن... لبيك... لبيك... حيث أشعلت في قلوبهم... حرارة الدم الحسيني... ومضوا... يزرعون الدمعة جمرة... وكانوا... شموسَ أنوار... من الحفيد الخميني... الذي استعاد كربلاء...
نهج حياة...
وعزة...
وكرامة
عماد عواضة