مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مرض الدجاج الجديد Mareks Disease وعلاقته بالأورام الخبيثة عند الإنسان‏

الهيئة الصحية الإسلامية


ظهر هذا المرض في أواخر التسعينات، وفتك بشكل واسع بمزارع الدجاج في الولايات المتحدة الأمريكية، وأيضاً الدول الأوروبية، ووصلت كلفة الخسارة لهذا القطاع حوالي أحد عشر مليار دولار؛ مما دفع السلطات الأمريكية، والأوروبية إلى الاستنفار الكامل لإقامة البحوث العلمية الواسعة لمعرفة هذا المرض، وسببه والحد من انتشاره.

وأدت هذه الجهود العلمية إلى تفكيك الشيفرة لهذا الفيروس المعدي، وتبين أنه نوع جديد من فصيلة الهربس فيروس Herpes Virus الذي يصيب الإنسان عادة، ويسبب أمراضاً جلديةً مثل جدرة الماء، وحبوب اللثة، وأيضاً الأعضاء التناسلية، وفي بعض الحالات الخطرة يصيب الدماغ. إلا أن هذا النمط الجديد من هذا الفيروس الذي أصبح يصيب الدجاج متطور، وخطر جداً، فهو يسبب أوراماً سرطانية خبيثة، وشللاً وموتاً سريعاً للدجاج المصاب.

* ما علاقة هذا الفيروس بالإنسان؟
هناك علاقة وثيقة بين مرض الدجاج والإنسان، فهذا الفيروس يسبب الورم الخبيث الذي يدعى NonHodgKins Lymphomes، والذي ارتفعت نسبة انتشاره بشكل لافت في العقد الأخير من الألفية الثانية على مستوى العالم. أما في لبنان، فقد أصبح هذا الورم على ألسن الأطباء بسبب انتشاره المخيف. لقد أكدت الباحثة الأمريكية Dr. Patricia Hartge عن الأورام الخبيثة في المؤتمر الدولي للأورام الخبيثة LARFA 1997 Lumphoma وأيضاً في النشرات الصادرة عن Principles & Practice of Oncology )De Vita et al) إن المرض Marek Disease ضمن الأسباب المؤكدة لورم الليفوما الخبيث عند الإنسان.

* سرعة انتشار المرض‏

أما بالنسبة إلى الانتشار السريع لهذا المرض، فصحيح أن هذا المرض سببه فيروس، ولكن انتشاره السريع بين الدول المنتجة للدجاج يشكل شكاً كبيراً في كيفية الانتشار، إذ أن هناك معلومات تفيد أن السلطات الأمريكية لم تقم بقتل، وحرق جميع المزارع المصابة؛ ولكن كثيراً من هذه الدواجن المصابة أعدت لتكون علفاً للدجاج. الجدير ذكره أن هذه الدواجن يمكن أن تكون مصابة دون أن يظهر عليها علامات المرض؛ فتكون مصدراً غير معروف لانتشار المرض، كما هو الحال في مرض جنون الغنم، والدجاج، وباقي الدواجن حين أصبحت الحيوانات الميتة معدة ضمن العلف الحيواني، لزيادة إنتاجية صناعة اللحوم، ومنتوجاتها، بالأخص في مناطق الشرق الأوسط.

* سبب الإصابة بالمرض:
إن مرض جنون البقر، والغنم، والماشية هو مرض كان يعرف باسم: Creutzfeldt Jacob Disease وقد ظهر في البلدان الأفريقية عند بعض القبائل التي كانت تأكل لحم بعضها البعض، أي لحم الإنسان الميت؛ وتبين أن سبب هذا المرض هو انتقال جزيئة بروتينية تدعى Prion غير فعالة، إنما تصبح فعالة، بعد دخولها جسم الإنسان، أو الحيوان، وتؤدي إلى تلف خلايا الدماغ، وإلى الخرف المبكر، وعدم التوازن في الجسم، ومن ثم الموت المحتم السريع. وجنون الغنم الذي بدأ في الثمانينيات في بريطانيا إثر إطعام الغنم العلف المكوَّن من بقايا الحيوانات الميتة؛ بغية الإسراع في انتاج اللحوم، وزيادة كميتها؛ وقد نتج عنها مرض جنون البقر، والدجاج، وغيرها. لكن للعلم إن السلطات الأجنبية سارعت إلى منع، وتلف اللحوم، ومنتجاتها التي تصل إلى مستهلكيها، ولكنها لم تمنع العلف الحيواني الذي أعد من قبل هذه المزارع المصابة من أن يصل إلى البلدان الأخرى، بالأخص بلدان العالم الثالث، والتي ليس لديها جهاز للرقابة، لحفظ حقوق المستهلك.

وفي عصر تخلى فيه الإنسان عن قيمه الأخلاقية، والدينية ورضخ إلى أطماعه، وأنانيته؛ وأصبح همه التكالب على جلب المال، والربح السريع، ليس مهماً كيف؟ ومن أين أتى بالمال؟ المهم إشباع غرائزه التي ليس لها حدود، فأصبحت الأمراض الفتاكة تهدد كل منزل.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع