نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

في رحاب بقية الله: الانتصار على طريق الانتظار


السيد هاشم صفي الدين‏


ها هي الذكرى الثالثة للانتصار العظيم الذي تحقق في أيار تطل علينا في خضم أحداث جسيمة ومهمة تمر على أمتنا، وعلى الرغم من هذا فإن تلك الساعات والأيام لا تنسى وتلك الجموع الزاحفة براياتها الصفراء لا تمحى من ذاكرة أبناء أمتنا وخاصةً أولئك الأبرار من عوائل الشهداء والأسرى والجرحى ومن أبطال المقاومة الإسلامية الذين ما زالوا في مواقع العطاء والتضحية، وإنهم اليوم أكثر قناعةً للمضي في طريق الجهاد وتحمل المسؤولية التي تزداد يوماً بعد يوم وحدثاً بعد حدث.

 فالانتصار بحد ذاته لا ينبغي أن يُنظر إليه أنه مناسبة فرح وافتخار واعتزاز فقط، إنما هو نتاجٌ عظيم وعطاءٌ إلهي كبير يُفترض أن يُحمى بفلذات الأكباد وأن يصان بالمهج والأرواح فكيف إذا أضفنا إليه عطاءُ المقاومة الباسلة والشامخة للشعب الفلسطيني القابض على الجمر وهو ينجز ملحمة الفداء لأشرف قضية وتزداد المسؤولية مع الهجمة الشرسة للاستكبار العالمي والشيطان الأمريكي على أمتنا وعلى ديننا ومقدساتنا وكل خيراتنا من خلال الحرب الظالمة على شعب العراق ومن خلال إعداد العدة لاستكمال مشروعه الدموي العالمي.

أمام كل هذا نجد اليوم أننا بحاجة ماسة للتعمق في بعض أسباب الانتصار الذي تجلى في أيار سنة 2000، وليس خافياً أن الفكر الأصيل والروحية العالية وما يترتب على هذا المعنى من أهم الأسباب التي ينبغي أن تشغلنا، ومن المعلوم أن فكرة الارتباط الوثيق على المستوى القلبي والاعتقادي والإيماني بمشروع الانتظار الصحيح لبقية اللَّه الأعظم (أرواحنا فداه) كانت من المؤثرات الهامة في التكوين الإيماني والروحي لأبناء المقاومة الإسلامية حيث اعتادوا على الاعتقاد الجازم بالحضور المبارك لعناية ولطف الإمام المهدي عجل الله فرجه في المعركة التي اكتسبوا شرف التواجد فيها كما اعتبروا أن وظيفتهم في طريق التمهيد هي أن يختبروا إخلاصهم في ساحة الوغى وعلى مشارف الاستشهاد ليكون نداء (العجل، العجل...) نابعاً من القلب الصادق والروح المتأججة والموقف الحق، كما أنهم عرفوا أن الانتظار الواقعي إنما يكون بالقيام بالواجب والوظيفة الشرعية على أكمل وجه ومن أهم مصاديقها هو شحذ السيف والهمة لمحاربة الباطل وأعوانه والعمل من أجل إبادته ومحوه، كما أن يقينهم ازداد بعد الانتصار أن الممهدين الحقيقيين هم الذين لا يقفون عند أعتاب انجاز ليأنسوا ببعض ثماره أو يفخروا به حتى ولو كان نصراً إلهياً كالذي حصل في لبنان بل هم يلقون كل ما عندهم ويدفعون به في ساحة العشق والشوق الذي قضّ مضاجعهم وأرّق حياتهم من أجل أن يشيدوا مشروع التمهيد الحقيقي وليأخذوا من نور الانتصار وضيائه فقط ما ينفعهم في اهتداء السبيل وشفاء بعض الغليل وفي تسريع الخطى لأجل اللقاء الموعود، ومن الطبيعي أن نظرةً من هذا النوع سوف تجعل هؤلاء المقاومين أكثر حماسةً ورغبةً وانشداداً إلى ساحات الجهاد التي كلما اشتدت كلما ازداد خفقان قلوبهم (طبعاً ليس خوفاً من العدو) وخفّت أبدانهم وسمت أرواحهم لأن لحظة الوصول أصبحت أقرب إليهم ف(هل إليك يا ابن أحمد سبيلٌ فتُلقى...).

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع