ايفا علوية
يا حسين الفداء... في عاشوراء الذكرى، نلملم عن رصيف
الغفلة أوراق عمرنا المتناثرة... ونهاجر إليك. تعبر أيامنا إلى زمانك الباقي، ونعود
إلى تاريخك الحاضر بماضيه في ذاكرة عزّنا. على عتبات كربلائك نحطُّ رحالنا، قلوباً
دافئة تحتضن في أعماقها نبضات الإيمان، وأعيناً غزيرة يشع في أحداقها بريق الأمل
المنتظر، وأيادي جمعت أناملها في قبضات عنفوانٍ وقوة.
في صحراء ملحمتك الواسعة تُبحِر مواكبنا، نشق في أفق رمالها طريقنا إلى غد
الانتصارات. نتفيأ في ظلال عباءتك من لهيب الشمس المحرقة، نتعلق بأطرافها، تسير بنا
في رحلة الفداء، رحلة الدماء التي انتصرت على حد السيوف، وتفجرت سيولها ينابيع مجد
وعطاء، وارتدت الحرية من ألوانها أثواب عز وأوسمة شرف، وارتفعت كلماتها في قواميس
الثائرين منارات حق وكرامة. يا دليل الشهداء... على يديك عشقنا البطولة والشهادة...
وصار طيفك رفيق دربنا إلى ساحات الجهاد، نمشي، ولا فرق إن وقعنا على الموت، أو وقع
الموت علينا، وفي صدى قلوبنا نداء واحد:
لبيك يا حسين...