سيدي المهديّ.. يا أمير الذاكرة.. تلاشت الكلمات ما بين غيابك والحضور.. كيف أناجيك وأنفاسي يحبسها صمتك وغربتك؟!
يا غارقاً في سفرٍ ملكوتي.. لمن تشرق الشّمس كلَّ نهار؟! ألوجهك القدسيّ كُلّ هذا المدى؟ أم أنّك الحياة وفي ثناياك الزَّمن؟!
يا ابن الأطهار.. ما زلنا ننتظرك.. مثلما ينتظر الفجر طلوع الشمس ليسلّمها مهمّة حراسة الدُّنيا..
ننتظرك تُلَمْلِمُ لنا النّجوم.. وتجمع فرحَ الزّهور.. هذا زمانك حُجّة الله.. مرئيّ ما بين القلب وأشفار العيون.. ناديتك أينك يا ابن الطيّبين؟! أين وجه الله.. الذي إليه يتوجّه الأولياء؟! أين وجه الشمس حين تنشر ألوانها أقواس وعْد.. ونصْر.. ولقاء؟!
سيّدي ألم يحِنِ اللِّقاء؟! ما شككتُ يوماً بطلوع الفجر ولكن أما لهذا اللّيل من نهاية؟!
سيّدي.. متى تخرج وتثأر لدم عليّ في المحراب؟ وتقيم للحسين مأتماً.. وتبلسم ضلع فاطمة؟! وتُقبِّل كفّي العبّاس.. وتُكفكف دمع سُكينة؟!
متى.. تزحف إلى أعماقنا لتنزع منها الجوع؟! فلقد طال الانتظار.. وجرحنا سفرك..
منيرة حجازي