هو عيد يفتح عيون الناس المؤمنين بأشعّته السحريّة بسبب
حبّهم له ويلمس نفوسهم بأصابعه الناريّة فقد عطّر الفضاء الورد والفلّ ونسي الناس
جميع أيّامهم الغابرة.
إنّه اليوم الذي شربنا فيه من ماء الكوثر وعندما نحاول وصفَ هذا اليوم تختفي
أهميّته وجماله من بصائرنا وراء ضباب الحيرة والالتباس وهو عيد الله الأكبر عيد
الغدير الأغرّ. ماذا أقول وأكتب ولساني وقلمي يعجزان عن الكتابة والقول؟
بأيّ الألفاظ نقدر أن نصوّر هذا اليوم؟ فهو يوم تظهر أشعّته من خيوطه معي كخيوط
شجرة مُزهرة من وراء ضباب الصباح.
إنّه يوم تسلّم أمير المؤمنين منصب الولاية راود الطبيعة النعاس ولكن كلام النبي
محمد أيقظها وصحَت الكائنات فأمير المؤمنين عمّ بنوره تلك الروابي.
هيّا أيّها الناس هذا العيد هو اليوم الذي سيكون مؤنساً يُبعد الوحشة ويزيل تأثير
الوحدة فصحيح أن ربطة الحزن من روابط الغبطة والسرور في النفس ولكن إذا أحببتم هذا
اليوم سيظلّ خالداً ليقف أمام أعداء الله.
فكل عام وأنتم سالمون.
داليا علي قاسم