ايفا علوية
لا تغنُّوا أغنيات بلا معنى، ولا تستمعوا إلى غناءٍ
كلماته خاوية، ليس فيها ترانيم الحقيقة التي تبحث عنها أنفسكم، فلن تجدوا فيها إلا
اللهو والعبث.
لا تغنُّوا سوى أغنية واحدة، أغنية قلوبكم التي تنطق بها في نبضات متتالية وأنتم
تشعرون بدفء الحياة التي تجري في عروقكم. ولا تستمعوا إلاَّ إلى أغنية الطبيعة
التي تتهادى ألحانها إلى آذانكم كلما نظرت عيونكم في لوحات جمالها الأخاذ، وتتماوج
موسيقاها في أعماقكم كلما سرحت عقولكم في استئناس تفكُّرٍ أو عبادة. ففي ألحان تلك
الأغنية معزوفات تفيض عذوبتها في زقزقة طير يرفرف بجناحيه في زرقة السماء مغرِّداً،
وفي حفيف أوراق الشجر وهي تتأرجح متراقصة عند هبوب النسيم، وفي تخبُّط أمواج البحر
المتلاطمة وفي خرير مياه الأنهر المترقرقة، وفي أنشودة المطر المتساقط بأنغامه
الغزيرة...
هي أغنية واحدة تعزف ألحاناً وأنغاماً وأصواتاً وترانيم ليس في كلماتها سوى معنى
واحد: تسبيحٌ لرب العالمين.