الشيخ فادي سعد
في مدح أمير المؤمنين عليه السلام بمناسبة ذكرى مولده
المبارك
|
طاف الخيال بعزة وفخار |
والأنبياء بموكبٍ سيّارِ |
|
ورست سفينة خاطري من بعد ما |
أدركت أنك تتهى الأفكارِ |
|
لأتيه في من قد تفرّد جامعاً |
في كنهه متباعد الأغيارِ |
|
ولقد صبت نفسي إليه وشاقني |
وهج يشعّ بوجهه المنوارِ |
|
وادرت طرفي والعطور تضوّعت |
من فيه لا من جنة الأزهارِ |
|
وسرى النسيم مداعباً ما خلّفت |
ورديّة الأنفاس في الأسحارِ |
|
ويلؤلؤ الثغر الذي نظمت به |
شذرات تبرٍ لم تصغ بسوارِ |
|
لنواصع الدرّ التي قد ردّدت |
من تفح مبسمه نداء الباري |
|
رفعت يداه الفرقدين وأسدلت |
من دون نعليه الدّجى بنهارِ |
|
والشمس ساجدة على أطرافهِ |
قد توّجت وتكلّلت بالغارِ |
|
والبدر في يمناه يسطع لامعاً |
تحنو إليه مطالع الأقمارِ |
|
مدداً بما أولته عيناه ولم |
يسع الفضاء جوامع النظارِ |
|
قطب الوجود ويا له من جوهرٍ |
ينبيك عن ذاتٍ بلا إخبارِ |
|
يا أيها اسرُّ الذي كشفت به |
حجب العلا ومهابط الأذكارِ |
|
يا معقد الوحي المنزّل والذي |
فيه تجلّت سدرة الجبّارِ |
|
يا من علا متن النبي محطّماً |
ما شيّدته سواعد الكفّارِ |
|
يا أيها السكن الذي آنست به |
حين العروج جوانح المختارِ |
|
إني لأهوى أن أبيت معّفراً |
خدّي بتربٍ عاطرٍ وغبارِ |
|
وموسراً رأسي على قدم لهُ |
طويت لها الأرضونَ دون قرارِ |
|
وأحلّ في دارٍ لآل محمدٍ |
وسط الغري ويا لها من دارِ |
|
عكفت عليها المرسلون تشرفاً |
بأبي ترابٍ حيدر الكرّارِ |
|
ولكم تحلّوا من مناقبه التي |
رسمت مناهجهم لكل مسارِ |
|
أوَلستَ من خلد الوجود بمدّهِ |
وسقى الحياة ببحره الموّارِ |
|
أولستَ من رفع الشموس فسبّحت |
للهِ فيك كواكبٌ وجواري |
|
أوَلست تحوي كل معنى لم يكن |
بمنال غيرك دائراً بمدارِ |