ايفا علوية
إلهي... ننظر إلى أجسادنا الواهنة فلا نرى إلاّ ضعفها
وتصاغرها أمام عظمتك، وعجزها عن إحصاء نعمك، وتقصيرها في مقابل سعة كرمك، وحاجتها
المطلقة إليك، فلا يسعنا إلاّ أن نلوذ بعبادتك.
تضيق آفاق أرواحنا المسجونة في قيود المادية فلا يخلِّصها إلاّ الانطلاق
في صفاء آياتك، واللجوء إلى فلك علمك، والغوص في رحاب معرفتك الواسعة. في ظلال عفوك
نجلس، نرفع امتداد أيدينا نحو رحمتك في رجاء التوبة وطلب الغفران وقد تراءت أمام
أعيننا المنكسرة صور ذنوبنا المتراكمة وهي تجرُّنا إلى حافة الضياع.
تتلاشى أنفاس كلماتنا ويتوقف هدير أصواتنا التي خنقتها العبرات فتتوجه إليك قلوبنا
الخاشعة مرفرفة في سماء لطفك. نذوب في حرارة مناجاتك، نتوسل إليك وندعوك وفي جعبتنا
أمل بالإجابة ونور من بركاتك
﴿فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾.