مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

منبر القادة: كونوا أنصار الله (2)(*)


الشهيد السيّد حسين بدر الدين الحوثي رحمه الله


عرضنا في العدد السابق كلام الشهيد السيّد حسين الحوثي عن مسؤوليّة الفرد أمام الله وأمام الأمّة، في الوقوف في وجه الظالم وفي نُصرة المظلوم، ولو كان الظالم حاكماً للمسلمين، موضحاً أنّ مقولة: "وجوب طاعة الحاكم الظالم، بحجّة عدم شقّ عصا المسلمين ووحدتهم" هي مقولة جائرة، روَّجها علماء السوء لتدجين الأمّة لمصلحة الأعداء؛ أمريكا وإسرائيل.
نكمل في هذا العدد تتمّة كلام الشهيد السيّد حسين الحوثي رحمه الله.


* حزب الله سادة المجاهدين
اليوم تُحاك مؤامرات ضد "حزب الله"، ولكن بأسلوب آخر. أولاً: من هم "حزب الله"؟
حزب الله هم سادة المجاهدين في هذا العالم، هم من قدّموا الشهداء، وهم من حفظوا ماء وجه الأمّة فعلاً... وما زالوا يحافظون على ماء وجوهنا، وهم الذين حفظوا الشهادة، وقدّموا الدليل على أنّ الإسلام لا يمكن أن يُهزم.

* لا يتّهمون عدوّهم الحقيقيّ
إنّ حزب الله تُدبَّر له المكائد تحت عناوين أخرى، لا تكون جاذبة؛ بحيث يُضرب حزب الله ويتمّ التخلص منه، حين لا نلتفت، نحن المسلمين، إلى أنَّه قوّة تشكّل خطورةً على أمريكا وإسرائيل، لأنّه لم يقصم رأس أمريكا. هكذا أرادت أمريكا أن نظنّ، من خلال خدعة البرجين في نيويورك. وهذا من أساليب اليهود الخبيثة، أن يضربوا عَلَماً كهذا، يلفت الأنظار.. لأنهم يعرفون أننا نحن العرب أصبحت أنظارنا كأنظار القطط، سهلة التلهّي، ليوهمونا بأنّ هذا رأس أمريكا قد ضُرب على يد "أسامة وطالبان"، إذاً أولئك هم أعداء أميركا!! أمّا حزب الله الذي لم يقم بذلك، فهو ليس رأس الحربة حتّى يُضرب!!

ثمّ يُضرب حزب الله فيما بعد، حينها لن يتحرّك أحدٌ من المسلمين، وليُضرب من يُضرب، فلتُضرَب إيران، فليُضرب العراق، كل هؤلاء ليسوا بشيء مهمّ، المهمّ أن يَسْلَم أسامة وطالبان.

* أميركا عدوّ ضعيف
وقد سلموا فعلاً؛ لأن أمريكا كانت الأحرص على سلامتهم. فأين هي الإحصاءات عن قتل واحدٍ من قادتهم؟ أين هي الإحصاءات عن قتل ولو ألف متسلّح منهم؟ لا شيء. الله وحده يعلم أين ذهبوا، والأمريكيون يعلمون أيضاً أين ذهبوا، فهكذا يخطّط الإسرائيليون.

من خلال هذا، نعرف حقيقة واحدة، أن الإسرائيليين والأمريكيين على الرغم ممّا في حوزتهم من أسلحة تكفي لتدمير هذه الأمّة مرات عدّة، حريصون جدّاً على أن لا يكون في أنفسنا سخط عليهم، وحريصون جدّاً على أن لا نتفوّه بكلمة واحدة تنبئ عن سخط أو تزرع سخطاً ضدّهم في أي قرية، ولو في أقصى بقعة من هذا العالم الإسلاميّ.

* القرآن الكريم: احذروا أعداءكم
ولكنّ القرآن الكريم يريد منّا أن نكون ساخطين عليهم، عندما حدّثنا أنهم أعداء. يريد منّا أن ننظر إليهم كأعداء، لكننا كنّا أغبياء، ولم نعتمد منطق القرآن الكريم. وقد جاؤوا وحاولوا أن يزيلوا هذا العداء من نفوسنا، وأن يمسحوا هذا السخط، لماذا؟ لأنهم حينئذٍ سيتمكّنون من ضرب أيّ منطقة أو أيّ جهة تشكّل خطورة حقيقيّة عليهم، ثم لا يكون في أنفسنا أيّ ريبة تثير سخطنا عليهم. وهذا خبث الإسرائيليين تحديداً. وباقي الشعوب والطوائف هم ضحايا مثلنا.

* وصمة الإرهاب لكلّ مسلم
لماذا لم تبادر أمريكا إلى أن تتّهم حزب الله وتضرب حزب الله؟ نحن نعلم بأنّ من هو على رأس قائمة الإرهاب لديها -كما تقول- إيران وحزب الله؛ لأنّ أمريكا في خندق واحد مع الإسرائيليين، وهم الذين يحرّكونها. يريدون أن يضربوا في الوقت الذي يكون فيه ما حدث في نيويورك قد أحدث رعباً في نفوس الناس، فتبدو أمريكا تتحرّك بجنودها، ثمّ يسارع إليها الآخرون فيؤيّدونها.

لقد انطلقوا ليكمّموا أفواه المسلمين عن أن ينطقوا، أن تنطلق من حناجرهم صرخة ضدّ أمريكا وضدّ إسرائيل. حينئذٍ تكون الأجواء مناسبة لأن تضرب هنا وهناك، وتحت مبرّر مقنّع ومقبول لدى المسلمين، وهو أن أولئك إرهابيّون، الذين أجمع العالم كله على أنّهم كذلك، لذا يجب أن يُضربوا!!

* هذه تمثيليّة!!
ونحن نسينا أنّنا مسلمون وأنّ المستهدف ليس حزب الله وإيران فقط إنّما الأمّة كلّها. ألم نفرح نحن عندما رأيناهم يمسكون الوهّابيّين في اليمن، وقلنا: هذه نعمة، وبداية الفرج أن يتمّ القبض على هؤلاء، لأنّهم سُمّوا إرهابيّين؟

أنتم جميعاً، أبناء هذا الشعب كلّه يمكن أن تكونوا إرهابيّين بنظر أمريكا، وأن تكون إرهابيّاً حتّى داخل بيتك؛ لأنه لا يزال في بيتك كتاب إرهابيّ هو القرآن الكريم، أو كتب أهل البيت عليهم السلام، فهي -من وجهة نظر أمريكا- في رأس قائمة الكتب الإرهابيّة. ليس الوهابيّون هم الضحيّة، وليسوا هم المستهدفين فعلاً، وزعماؤهم لن يتعرّضوا لسوء -أعتقد ذلك- وكل هذه تمثيليّات.

* لا نزال مسلمين وسنبقى
أخيراً، يجب أن نخاف الله، ولا نخاف الأعداء، فنسكت خوفاً منهم، على العكس ممَّن يجب أن يعملوا على عدم ظهورهم بالشكل الذي يخيف الآخرين منهم، نحن سنعمل على أن نصرخ، ونعلن أننا نستنكر أن يُضرب حزب الله، وأن تُضرب إيران، وأن يُضرب العراق، ونحن صرخنا سابقاً.
سنصرخ أينما كنّا، نحن لا نزال يمنيّين، ولا نزال قبل ذلك مسلمين، نحن لا نزال نحمل روحيّة أهل البيت عليهم السلام، التي ما سكتت عن الظالمين.


(*) من خطبة للشهيد السيّد حسين بدر الدين الحوثي رحمه الله، ألقاها في صعدة - اليمن، بتاريخ 17/1/2002م.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع