نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

تغذية: النحافة المُفرطة


سارة الموسوي خزعل(*)


كما إنّ بعض الناس تتوق نفسه للنحافة، فإنّ بعضاً آخر يتمنّى أن يكون ممتلئاً. فالنحافة عند البعض تعتبر مشكلةً أو مرضاً أو ربما هي أحياناً غير مرغوب فيها.. كما إنّ الذين يعانون من النحافة المفرطة يصعُب عليهم اكتساب الوزن أكثر ممّا يعانيه السمين في إنقاص وزنه!! ما هي النحافة المفرطة؟ وما هي مخاطرها؟ وكيف يمكن تشخيصها؟ وهل من حلّ لها؟

* ما هي النحافة المفرطة؟

يكون الشخص ذا نحافة مفرطة إذا كان وزنه أقلّ بـ 15 % إلى 20 % من معدّل الوزن الطبيعيّ له.
وبطريقة أخرى يمكن معرفة ذلك عن طريق احتساب مؤشّر كتلة الجسم، فإذا كانت النتيجة أقلّ من 18,5 فيكون الشخص ذا نحافة مفرطة(1).

* مخاطر الوزن المنخفض
يسبّب انخفاض الوزن لدى الناس مشاكل كثيرة، نذكر منها:

1- التعب والإرهاق نتيجة النقص في المواد الغذائيّة والفيتامينات والمعادن.

2- فقر الدم.

3- تساقط الشعر وتقصّفه.

4- ترقّق أو هشاشة في العظام.

5- أكثر عُرضة للعدوى والأمراض.

6- يعاني مشاكل نفسيّة.

7- انقطاع الدورة الشهريّة أو عدم انتظامها عند المرأة.

8- كما إنّ الوزن المنخفض جدّاً المرافق لغذاء ضئيل قد يؤدّي إلى إبطال عمل بعض الغدد، كالغدّة الدرقيّة.

* أسباب النحافة المفرطة
يحتار ذوو الوزن المنخفض في سبب نحافتهم على الرغم من أنّ بعضهم قد يتناول الطعام بكميّة وافرة، على حسب قولهم، ولكنهم لا يجدون مبرّراً لذلك. إلّا أنّ لهذه النحافة أسباباً مختلفة، منها:

1- عدم توازن الطاقة:
إذ تكون نسبة الطاقة التي تدخل إلى الجسم أقلّ من نسبة الطاقة التي يصرفها أو يحرقها الجسم، أي أنّ السعرات الحراريّة التي يتناولها الشخص تكون أقلّ من تلك المطلوبة له يوميّاً. فالأجسام تختلف فيما بينها في نسبة حرق الطاقة (بين سريع وبطيء ومعتدل).

2- الحركة المفرطة: كالرياضيين، أو الأطفال ذوي الحركة الكثيرة...

3- مشكلة في امتصاص الأغذية المستهلكة:
تؤدّي بعض المشاكل في الجهاز الهضمي، كالحساسيّة على سكّر الحليب
Lactose Intolerence، والحساسيّة على الغلوتين Celiac disease، إلى تَلف خلايا الأمعاء، ما يمنع الجسم من امتصاص الأغذية، وبعدها يحصل النقص الشديد في الوزن.

4- فقدان الشهيّة
وعدم القدرة على المضغ نتيجة مشاكل في الأسنان أو فقدانها عند كبار السنّ.

5- إحدى المشاكل الصحيّة قد تكون:
إفراط عمل الغدّة الدرقيّة أو مرض السرطان، ما يُحفّز الجسم على حرق الطاقة بصورة أسرع.

6- الحالة النفسيّة:
كالمرض الغذائيّ - النفسيّ، والعصبيّة الشديدة عند البعض. والـanorexia هو عندما يشعر الشخص أنّه سمين جدّاً، في حين أنّه يكون شديد النحافة، لأنّه يكون مهووساً في النحافة أو خائفاً من السمنة، فيمتنع عن الطعام وتزيد حالته سوءاً.

7- الوراثة:
بعض الأشخاص تكون لديهم قدرة على حرق الطاقة أكثر وأسرع من غيرهم.

* كيفيّة تشخيص الأسباب وعلاجها
بعد النظر في الوزن ومؤشّر كتلة الجسم والاطلاع على الحالة، يُطلب من المريض إجراء بعض الفحوصات أو يُحال إلى الطبيب المختصّ لتشخيص الأسباب، ثمّ يطلب من المريض اعتماد نظام غذائيّ متوازن لإعادة تحصيل الطاقة والوزن.

وإذا ما ظهر من المعاينة أو الفحوصات وجود:
1- خلل في عمل الغدة أو مرض داخلي آخر: يتمّ العلاج عبر الأطباء المختصّين بحسب الحالة، وفي الوقت نفسه يكون العلاج مرافقاً لنظام غذائيّ يساعد المريض على استعادة وزنه أثناء العلاج تدريجيّاً.

2- مشكلة في الامتصاص:

أ- السيلياك (الحساسيّة على الغلوتين): في هذه الحالة، يتمّ حذف جميع أنواع القمح والشعير ومنتجاتهما من الطعام، ويعطى نظاماً غذائيّاً متوازناً وخالياً من الغلوتين، وغالباً ما يعود هؤلاء الأفراد للوزن الطبيعيّ بعد هذا العلاج.

ب- الحساسيّة على الحليب: في هذه الحالة يستبعد الحليب ومشتقّاته من النظام الغذائيّ على أن تعطى البدائل الغذائية المناسبة ليعود المريض تدريجيّاً للوزن الطبيعيّ.

3- الـ anorexia nervosa:
يحتاج هذا المرض إلى مواكبة نفسيّة - غذائيّة، حتّى يسترجع المريض ثقته في نفسه ويحارب خوفه وحتى تتحسّن الصورة عن الذات. ويرافق ذلك نظام غذائيّ خاصّ تزداد فيه السعرات الحراريّة بصورة تدريجيّة، حتّى نساعد المريض في تقبّل زيادة الوزن، وعدم الخوف منه.

* حلول بديلة
أمّا في حالة عدم وجود أيّ من هذه المشاكل المتزامنة مع النحافة، عندئذٍ قد تكون هذه النحافة وراثيّة أو أنّها بسبب العادات السيّئة في تناول الطعام والتي تؤدّي بالمعدة إلى تقلص حجمها لتقبل كميات قليلة من الطعام. وبما أنّ النحافة التي يكون فيها مؤشّر كتلة العضل أقلّ من 18,5 تُعتبر نحافة مرضيّة فلا بدَّ من العمل على تحفيز زيادة الوزن. ويكون ذلك من خلال:

1- زيادة تناول السعرات الحراريّة بصورة تدريجيّة.

2- تقسيم الوجبات اليوميّة إلى 6 وجبات أو أكثر لمعالجة مشكلة الشبع السريع.

3- تناول الطعام حتّى بعد الشبع لتعتاد المعدة على كميّة أكبر من الطعام.

4- زيادة تناول البروتين من المصادر الطبيعيّة: كاللحوم على أنواعها، الحبوب والبقول، الحليب، البيض.

5- تناول أنواع من الطعام ذات نوعيّة جيّدة ومفيدة وغنيّة بالسعرات الحراريّة؛ كالأفوكادو، زيت الزيتون، مكسّرات، عسل، إضافة الحليب والجبن إلى الطعام والسوسات، العصائر الطبيعيّة وخاصة المخفوقة مع الحليب الكامل الدسم...

6- الرياضة لزيادة الكتلة العضليّة وتوزيع الكيلوغرامات المكتسبة على كامل الجسم. ويكفي في الرياضة ربع ساعة مرتين إلى 3 في الأسبوع والأفضل رياضة حمل الأثقال والتي تركّز على زيادة العضل والذي يكون «ذائباً»، كما يُعبّر، لدى ذوي النحافة المفرطة.

* مشروب الطاقة ليس الحلّ

قد يبادر بعض ذوي النحافة غير المرغوب بها إلى تناول مشروب الطاقة إلى جانب الرياضة كطريقة لبناء بعض العضل وزيادة الوزن. إلّا أن لهذه المشروبات أخطاراً، سنتحدّث عنها بالتفصيل في مقال قادم إن شاء الله. إلّا أنّ النصيحة الأفضل تبقى في الابتعاد قدر الإمكان عن كل ما هو صناعيّ واستبداله بمخفوق الحليب أو الفواكه قبل وأثناء وبعد الجهد الرياضيّ. فمخفوق الحليب يحتوي على البروتين والنشويّات اللذين يحتاجهما الجسم لبناء العضل وتحصيل الطاقة.


* مثال على نظام غذائي لزيادة الوزن

فطور
حمص+ خبز+ زيت زيتون+ كاجو وصنوبر+ لبن+ مخفوق الحليب والموز والعسل

سناك
أفوكادو+ عسل

غداء
لازانيا بالجبن واللحم+ صوص بشاميل

سناك 2
مخلوطة قليلة الملح+ صحن من الفاكهة

العشاء
بيض+ لبنة + جبنة+ خبز

ما قبل النوم
فواكه


(*) أخصائيّة تغذية.
1- مؤشر كتلة الجسم= الوزن ?(الطول*الطول) بالمتر.


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع